وقال الآخر:
فمَا تُقْبِلُ الأَحْياءُ من حُبِّ خِنْدِفٍ ... ولكنَّ أَطْرافَ العَوَالي تَصُورُها
أَي تجمعها، وقال الآخر، وهو الطِّرِمّاح:
عَفَائف إِلاَّ ذاكَ أَو أَنْ يَصُورَها ... هَوى والهوى للعاشقين صَرُوعُ
وقالَ ذو الرُّمَّة:
ظَلِلْنَا نَعوجُ العَنْسَ في عَرَصَاتِها ... وُقُوفاً وتَسْتَنْعِي بنا فَنَصُورُها
تستنعي: معناه تذهب وتتقدم. وقالَ بعض المفسرين: صِرْهُنّ معناه: قَطِّع أَجنِحَتَهُنّ، وأَصله بالنَّبَطيَّة صِرْيَة. ويُحكَى هذا عن مُقاتل سُليمان. فإِن كان أُثر هذا عن أَحد من الأَئمَّة، فإِنَّه ممَّا اتَّفقت فيه لغة العرب ولغة النَّبَط؛ لأنَّ الله عزَ
وجلّ لا يخاطِب العرب بلغة العجم؛ إذْ بَيَّن ذلك في قوله جلَّ وعلا: إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ، وقالَ الشَّاعر:
فأَصْبَحْتُ من شَوْق إِلى الشَّأْم أَصْوَرا
فهذا مأْخوذٌ من الميل العَطْفِ. ويقال: قدْ صار الرَّجُل، إِذا صَوَّرَ الصُّوَر. قال الأَعشى: