إِلى السَّواد من شدَّة الرِّيّ.

الأسود

233 - ومنها أَيْضاً الأَسود. يقال: أَسْوَد للأَسود، ويقال: دِرْهَم أَسود، إِذا كان أَبيضَ خالص الفِضَّة جيّدها.

أَخبرني عمر بن محمد، قالَ: حدَّثنا محمد بن إسحاق، قالَ خبَّرنا أَبو سعيد الأَشجّ، قالَ: خبَّرنا ابن إِدريس، قالَ: سُئِل الأَعمش عن حديث، فأَبى أَن يحدِّث به، فلم يزل أَصحابُ الحديث يُداوِرُونَه، حتَّى استخرجوه منه، فضرب لهم مَثَلاً، فقال: جاءَ قَفَّاف بدراهمَ إِلى صَيْرَفِيّ يُريه إِيَّاها، فقفَّ منها الصَّيرفيّ سبعين درهماً، فلمَّا وزنها عرف النقصان، فقال:

عَجِبْتُ عَجيبةَ من ذِئْبِ سُوءٍ ... أَصابَ فَريسةً من لَيْثِ غَابِ

وَقَفَّ بكَفِّه سَبْعِينَ منها ... تنقَّاها من السُّودِ الصِّلاَبِ

فإِنْ أُخْدَعْ فقد يُخْدَعْ ويُؤخذ ... عَتِيق الطَّيرِ مِنْ جَوِّ السَّحابِ

وقالَ بعضهم: ليس الأَسود من الأَضْداد؛ لأَنَّ الدِّرهم؛ إِذا وصف بالسَّواد فإِنَّما يذهب به إِلى أَنَّه قديم الفضَّة جيّدها، وأَنَّه قد تغيَّر لونه، واسودَّ بعضَ الاسوداد، لمرور الأَيَّام واللَّيالي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015