وقالَ عزَّ ذكره: لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وصَلَوَاتٌ ومَسَاجِدُ، والصَّلَوَات عَنَى بها كنائس اليهود، واحدتها صلاة، وكانَ الكلبيّ يقرأ: وصُلُوثٌ بالثاء، وكانَ الجَحَدرِيّ يقرأ: وصُلُوتٌ، بالتاء، ويزعم أَنَّهُ سمع الحجَّاج بن يوسف يقرأ: وَصُلوبٌ بالباء.
وقالَ بعض المفسِّرين: الكنيسة بالعبرانيَّة يقال لها: صَلُوثا، فعرَّبتها العرب فقالت: صلاة. وقالَ بعض الشُّعراء:
واتَّقِ اللهَ والصَّلاة فَدَعْها ... إِنَّ في الصَّوْمِ والصَّلاةِ فَسَادَا
أَراد بالصَّلاة الكنيسة وبالصَّوم ما يخرج من بطن النَّعام؛ يقال: قد صام الظَّليم إِذا فعل كذلك. وقالَ بعض المفسِّرين: لم يُرد الله بالصَّلَوَات كنائسَ اليهود؛ ولكنَّه أَراد بالصَّلَوَات، المعروفة؛ فقيل له: كيف تُهدِّم الصَّلَوَات؟ فقال: تهديمها تعطيلها، وأَخرجه من باب المجاز على مثل قول العرب: قد طَعِمْتُ الماءَ؛ على معنى ذقته، وعلى مثل قولهم: قد آمنت محمَّداً، على معنى صدَّقته، قال الأَعشى:
رُبَّ رِفْدٍ هَرَقْتَهُ ذلك اليَوْ ... مَ وَأَسْرَى منْ مَعْشَر أَقْتَالِ