ذنوبه، حتَّى يتبيّن عُذْر من يعاقبه، ويصحّ أَنه غير ظالم، قال النَّبِيّ صَلّى اللهُ عليه وسَلّم: لا يَهْلِكُ النَّاس حتَّى يَعْذِروا من أَنفسهم، ومنه قولهم: مَنْ يعذِرُني من فلان! وقول
الشَّاعِر:
فإِنَّ تَكُ حربُ ابني نزارٍ تواضعتْ ... فقد أَعذرتْنا في كلابٍ وفي كعبِ
وقال الآخر:
عذيرَ الحيِّ مِنْ عَدْوا ... نَ كانوا حيَّةَ الأَرضِ
وقولهم:
أريدُ حِباءه ويريد قتلي ... عذيركَ من خليلِك من مُرادِ
ويقال: قد عَذَر فلان الصبيّ يَعذِره، وأَعذَره يُعْذِره؛ إِذا ختَنَه، أَنشد الفَرَّاءُ:
في فتيةٍ جَعَلوا الصّليبَ إلهَهمْ ... حاشاي إنِّي مسلمٌ معذورُ
ويقال: قد عَذَرْت الصبيّ أَعذِره، إِذا غَمزتَ وجعاً في حلقه من الدّم، يقال له العُذْرَة، قال جرير:
غمَزَ ابنُ مُرّة يا فرزدقُ كَيْنَها ... غَمْزَ الطَّبيبِ نَغانِغَ المعذورِ
النغانغ: لحمات عند اللهوات، واحدها نَغْنَغ.