قال: وتأْويل: أَلا تنتصر أَلا تدنو من الثور! فإِنَّ قال قائل: أَيكون تنتصر بمَعْنَى تدنو؟ قلنا له: هذا صحيح في كلام العرب، وقالَ الرّاعي:
وأَفْرَعْنَ في وادي جَلاميدَ بَعْدَما ... علا البيدَ ساقي القَيْظة المتناصرُ
أَراد بالمتناصر المتداني. وقالَ مضرّس:
فإنك لا تُعطي امرأً حظَّ غيرِه ... ولا تملك الشِّقَّ الَّذي الغيثُ ناصِرُهْ
أَراد دان منه، وقالَ عديّ بن زيد:
قَعَدْتَ كَذي تحُجّ ترجو نُصورَهُ ... تَبين فلا تقعدْ كذي الخَلَق البالي
يخاطب ابن أَخيه في تفريطه وتركه الاحتيال له، ليخرج من السجن، فتأْويل تَحُجّ، تقدر الأَماني. ترجو نُصورَه، معناه ترجو مداناة ما تتمناه. تَبَيّن فلا تَقْعد. كذي الخَلَق البالي، معناه لا تقعد كصاحب الثوب الخَلق الَّذي إِذا رقّع جانباً فَسَد عليه جانب.
قال: ومحال أَن يكون امرؤ القَيْس يفخر بأَنّ كلبَه يُقْتَل، لأَنَّه متى فعَل ذلك بكلبه خاب فلم يصطد، وهو يفخر في غير موضع من شعره بأنه مرزوق من الصيد،
ولا يخيّب، الدليل على هذا قوله: