أَراد: وإِن كان فيما يرى النَّاس لا يأْلو، فالجحْد منقول من موضعه إِلى ما بعده.
168 - وممَّا يفسَّر من الشِّعْر تفسيرين متضادّين قول الجعديّ:
إِنَّك أَنت المحزون في أَثر ال ... حَيِّ فإِنْ تَنْوِ نِيَّهمْ تُقِمِ
أَخبرنا أَبو العبَّاس، قال: حدَّثنا بعض أَصحابنا أَنَّ رجلاً جاءَ بكرَّاسة إِلى كيسان، فقال له كيسان: ما في كرَّاستك هذه؟ قال: شعر النَّابِغَة الجعديّ، قرأْته على الأَصْمَعِيّ، فقال له: فما حفظت من تفسيره؟ قال: حفظت عنه أَنَّه قال: فإِن تَنْوِ نِيَّهمْ تُقِمِ، معناه تُقِمْ صدور الإِبل وتلحق بأَهلك؛ فقال كيسان: كذب الأَصْمَعِيّ؛ لم يُرِد النَّابِغَةُ هذا، وقد سمع الجواب من أَبي عَمْرو ولكنَّه نَسِيَه؛ وإِنَّما أَراد: فإِن تنوِ ما نَوَوْا من البعد والقطيعة تُقم ولا تتبعهم حتَّى يوافِق فعلُهم فعلَك، وما تَنْوي ما ينوُون.
169 - والأُمَّة حرف من الأَضْداد؛ يقال: الأُمَّة للواحد الصالح الَّذي يُؤتمُّ به، ويكون عَلَماً في الخير، كقوله