قال الفَرَّاءُ: الطَّمْث: الافتضاض بالتَّدْمية، وقالَ الفرزدق يذكر نساء:
مَشَيْنَ إليَّ لمْ يُطْمَثْنَ قبْلي ... وَهُنَّ أَصحُّ من بَيْضِ النَّعامِ
وإنما قيل للتي تموت عذراء: ماتت بجُمُع؛ لأَنَّها ماتت على حالها في اجتماع السّلامة لها، ويقال: بهيمة جَمْعاء، إِذا كانت سليمة من الآفات.
وحدثنا إسماعيل بن إسحاق، قال: حدَّثنا أَبو مصعب، عن مالك، عن أَبي الزّناد، عن الأَعرج، عن أَبي هريرة، قال: قال رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عليه وسَلّم: كلُّ مولود يولد على الفِطْرة فأَبواه يُهَوِّدانِه ويُنَصِّرانه، كما تَناتَجُ الإبلُ من بهيمة جمعاء، هلْ تُحِسُّ من جَدْعاء!؛ قيل: يا رَسُولُ الله، أَرأَيت من يموت وهو صغير؟ قال: الله أَعلم بما كانوا عاملين. فقوله عليه السلام: كما تناتَجُ الإِبِل من بهيمة جمعاء، معناه أَنها تناتج من بهيمة سَليمة من الآفة، ثمَّ تُفْقَأُ عيونُ بعض الإِبِل وتُبْحَر آذانها؛ فكذلك النَّاس يولدون على الفطرة ثمَّ ينصَّر بعضُهم ويهوَّد بعضهُم، ويُمَجَّسُ آخرون منهم، وقالَ الشَّاعِر يذكر ماءً ورده: