جمع أَنا وتثنيته على خلاف لفظه، كما قالوا: رجل، وفي جمعه قوم. وقالوا: امرأَة، وفي جمعها نسوة، وبعير وفي جمعه إبل؛ فلمّا كان جائزاً أَن يخرج الجمع على غير لفظ الواحد أَلحقوا نحن به.

وقالَ بعضهم: لم يجعلوا للتثنية لفظاً يخالف لفظ الجمع، كراهيَة أَن تكثر الفروق، فأَلحقوا التثنية بالجمع؛ لأَنَّ التثنية أَول الجمع إِذا كانت بضمِّ واحد إِلى واحد؛ كما أَنّ الجمع بضمّ شيء إِلى شيء.

وقالَ أَبو العباس: إنما سَوَّوْا بين تثنية أَنا وجمعه، وفرقوا بين تثنية أَنت وجمعه؛ لأَنَّ أَنا اسم للمخبِر عن نفسه، والمخبِر عن نفسه لا يشاركه في فعله اسم يكون لفظه مثل لفظه؛ كما يشارِك المخاطبَ اسم يكون لفظه مثلَ لفظه؛ ألا ترى أَنك تقول لرجلين تخاطبهما: أَنت قمت وأَنت قمت، فإذا ضممت أَنت إِلى أَنت كان أَنتما، ولا يجوز للمتكلم إِذا أَخبر عن نفسه وعن غيره أَن يقول: أَنا قمت وأَنا قمت؛ بل يقول: أَنا قمت وزيد قام؛ فلما كان الاسم الَّذي يضمُّه المتكلم إِلى اسمه يخالف لفظه اختُلِق له في التثنية والجَمْعُ اسم على غير بناءِ الواحد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015