الفاعل بتأْويل المفعول، والمفعول بتأْويل الفاعل، أَلا ترَى أَنَّهُ لا يسوغ لقائل أنْ يقول: ضَربني عبد الله، وهو يريد ضربتُ عبد الله؛ لأنَّ في هذا أَعظم اللَّبْس، والقلب معروف في كلام العرب عند بيان المعنى، قال البَعيث بن بشر:
أَلا أَصبحتْ خَنْساءُ جاذمَةَ الحَبْلِ ... وضَنَّتْ علينا والضَّنِينُ من البُخْلِ
معناه: والبخل من الضَّنين، قال الأصمعي، أَنشدني أَبو عَمْرو:
إِنَّ بَنِي شُرَحْبِيلَ بنِ عَمْرو ... تمادَوْا والفُجورُ من التَّمادي
معناه: والتَّمادي من الفُجور، وقالَ القُطاميّ:
فَلَمَّا أَنْ جَرَى سِمَنٌ عليها ... كما بَطَّنْتَ بالفَدَنِ السَّيَاعا
الفَدَن: القصر، والسَّياع: الصَّارُوج، ومعنى البيت: كما بطنت الفَدَن بالسَّيَاع. وقالَ العبَّاس بن مرْداس:
فَدَيْتُ بنَفْسِهِ نَفْسِي ومَالي ... ولا آلوك إِلاَّ ما أُطيقُ
معناه فديتُ نفسَه بنفسي، وقالَ الأَعشى:
ما كنتُ في الحَرْبِ العَوانِ مُغَمَّراً ... إذْ شبَّ حَرُّ وقودِها أَجذَالَهَا
معناه إذْ شبَّ أَجذالُها حَرَّ وقودها، وقال الآخر: