ذَلِك أَلا ترى أَن رجلا لَو قَالَ لله عَليّ أَن اعْتكف رَجَب وَجب عَلَيْهِ صَوْمه واعتكافه فَإِن أفطره كُله ثمَّ قَضَاهُ باعتكاف أجزاه فَإِن اعْتكف مَكَانَهُ شهر رَمَضَان لم يجزه من الِاعْتِكَاف الَّذِي وَجب عَلَيْهِ
وَلَو قَالَ لله عَليّ أَن أعتكف رَجَب فاعتكف مَكَانَهُ شهر ربيع وَذَلِكَ قبل أَن يدْخل شهر رَجَب أجزاه إِن كَانَ صَامَهُ مَعَ اعْتِكَافه لِأَنَّهُ شَيْء أوجبه على نَفسه لله فَإِذا عجل قبل وقته أجزاه أَلا ترى أَن رجلا لَو قَالَ لله عَليّ صَوْم يَوْم الْخَمِيس فصَام يَوْم الْأَرْبَعَاء قَضَاء من يَوْم الْخَمِيس أجزاه ذَلِك وَهُوَ قَول أبي يُوسُف وَقَالَ مُحَمَّد أما فِي قولي فلست أرى ذَلِك يجْزِيه حَتَّى يَصُومهُ بعد دُخُوله أَلا ترى رجلا لَو صَامَ شهر رَمَضَان قبل أَن يدْخل لم يجزه فَكَذَلِك هَذَا
وَقَالَ أَبُو يُوسُف لَو أَن رجلا قَالَ لله عَليّ أَن أَتصدق بدرهم غَدا فَتصدق بِهِ الْيَوْم أجزاه ذَلِك فَكَذَلِك الصَّوْم الَّذِي أوجبه على نَفسه يجْزِيه إِذا عجله قَالَ مُحَمَّد وَأما أَنا فَأرى الصَّدَقَة يجْزِيه تَعْجِيلهَا وَلَا أرى تَعْجِيل الصَّوْم يجْزِيه وَإِنَّمَا أَقيس مَا أوجب على نَفسه من