داحس والغبراء بين بني عبس [ (?) ] وفزارة، وحرب ابني وائل: بكر وتغلب، ثم حمل الحاملان دماءهم، والحاملان: خارجة بن سنان والحارث بن عوف، فبعث اللَّه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وقد بقي على الحارث بن عوف شيء من دمائهم، فأهدره في الإسلام.

وكان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم خطب إليه ابنته، فقال: لا أرضاها لك، إنّ بها سوءا ولم يكن بها،

فرجع فوجدها قد برصت، فتزوجها ابن عمها يزيد بن جمرة المزني، فولدت له شبيبا، فعرف بابن البرصاء. واسم البرصاء قرصافة، ذكر ذلك الرشاطيّ.

وقال غيره: وقال أبوها: إن بها بياضا، والعرب تكني عن البرص بالبياض، فقال:

لتكن كذلك، فبرصت من وقتها.

وقال الواقديّ: حدّثني عبد الرحمن بن إبراهيم المدني عن أشياخه، قالوا: قدم وفد بني مرة ثلاثة عشر رجلا رأسهم الحارث بن عوف، وذلك منصرف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من تبوك.

فنزلوا في دار بنت الحارث، ثم جاءوا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو في المسجد، فقال الحارث:

يا رسول اللَّه: إنّا قومك وعشيرتك، إنا من لؤيّ بن غالب ... فذكر القصّة.

وقال الزّبير: حدّثني عمّي مصعب أن الحارث بن عوف أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: ابعث معي من يدعو إلى دينك فأنا له جار. فأرسل معه رجلان من الأنصار، فغدر به عشيرة الحارث فقتلوه، فقال حسان:

يا حار من يغدر بذمّة جاره ... منكم فإنّ محمّدا لا يغدر [ (?) ]

[الكامل] الأبيات.

فجاء الحارث فاعتذر، وودى الأنصاريّ، وقال: يا محمد، إني عائذ بك من لسان حسّان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015