ولَايَة وَقَالَ بعض المعبرين: يحْتَاج إِلَى اعْتِبَار من يسير فِي الْجِنَازَة فَإِن كَانُوا من خَواص النَّاس فَإِن الْولَايَة جليلة الْمِقْدَار وَإِن كَانُوا من الْعَوام فَهُوَ دون ذَلِك.
قَالَ الْكرْمَانِي: (من رأى) أَنه احتفر لنَفسِهِ أَو لغيره قبرا أَو حُفْرَة فَإِنَّهُ يَبْنِي دَارا فِي ذَلِك الْبَلَد أَو يُقيم بهَا (وَمن رأى) أَنه يردم قبرا فَإِنَّهُ تطول حَيَاته وتدوم صِحَّته (وَمن رأى) أَنه دفن فِي قَبره من غير أَن يَمُوت فَإِن يسجن وَرُبمَا يُصِيبهُ ضيق فِي أمره (وَمن رأى) أَنه مدفون فِي قبر على هَيْئَة الْأَمْوَات من غير ردم فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة (وَمن رأى) أَنه يطوف بالقبور وينتقل مِنْهَا وَهِي مَفْتُوحَة فَإِنَّهُ يدْخل بيُوت أهل الْبدع أَو السجْن (وَمن رأى) أَنه ينبش قبر رجل عرف منزله واسْمه وكنيته فَإِنَّهُ سلك طَرِيقه خُصُوصا ان وصل إِلَيْهِ (وَمن رأى) أَن شخصا نزل قبرا ثمَّ طلع مِنْهُ وَأَرَادَ دفع الرَّائِي فِيهِ فَإِن شخصا مسجونا يتهمه بتهمة (وَمن رأى) أَنه ينبش قبرا فطلع مِنْهُ رجل حَيّ فَإِنَّهُ خير وسرور خُصُوصا ان كَانَ من أهل التَّقْوَى فَإِنَّهُ خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (وَمن رأى) أَنه ينبش قبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنَّهُ يجدد مَا درس من سنته الشَّرِيفَة وَيحصل للنَّاس على يَدَيْهِ خير وَإِن وصل إِلَى الْجنَّة الشَّرِيفَة فَلَيْسَ بمحمود وَإِن كسر شَيْئا من أَعْضَائِهِ فَإِنَّهُ يرتكب بِدعَة وضلالة نَعُوذ بِاللَّه من ذَلِك. (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : (من رأى) أَن رجلا سلمه إِلَى حُفْرَة الْقَبْر فَإِنَّهُ يلقيه فِي هلكه (وَمن رأى) أَنه وضع فِي الْقَبْر فَإِنَّهُ ينَال دَارا ملكا (وَمن رأى) أَنه يُسَوِّي عَلَيْهِ التُّرَاب نَالَ مَالا (وَمن رأى) أَنه يحْفر تُرَابا على سطح فَإِنَّهُ يعِيش عمرا طَويلا والقبور الْكَثِيرَة فِي مَوضِع مَجْهُول تدل على رجال منافقين وَأما الْمَقَابِر الْمَعْرُوفَة فَإِنَّهَا تؤول بِأَمْر حق (وَمن رأى) أَن الْقُبُور مخضرة فَإِن أَهلهَا فِي رَحْمَة (وَمن رأى) أَنه اتعظ بِدُخُولِهِ إِلَى الْمَقَابِر فَإِنَّهُ ينصب فِي أمره وَإِن لم يتعظ فَإِنَّهُ فِي أَمر حق وَهُوَ غافل عَنهُ (وَمن رأى) أَن قبرا مَعْرُوفا تحول إِلَى دَاره فَإِنَّهُ يدل على مصاهرة أحد من عقبه (وَمن رأى) كَأَنَّهُ قَائِم على قبر رجل مُوسر فَإِنَّهُ قد يعْطى ذَنبا لقَوْله تَعَالَى: {وَلَا تقم على قَبره} (وَمن رأى) أَنه فِي مَقْبرَة وَيَطوف حول الْقُبُور وَيسلم عَلَيْهَا فَإِنَّهُ يصير مُفلسًا يسْأَل النَّاس وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى أَنه فِي قَبره وعَلى قَبره شَيْء مَكْتُوب فَإِنَّهُ يخلد فِي السجْن للمثل السائر بَين النَّاس كتب على قَيده مخلد (وَمن رأى) أَنه فِي قبر فَإِنَّهُ فِي ضيق (قَالَ ابْن سِيرِين) : من رأى أَنه وضع فِي قبر فَإِنَّهُ فِي ضيق (وَمن رأى) أَنه فِي قبر من غير ردم فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا وينال فِي سَفَره خيرا أَو مَنْفَعَة لقَوْله تَعَالَى: {ثمَّ أَمَاتَهُ فأقبره ثمَّ إِذا شَاءَ أنشره} (وَمن رأى) أَنه قَائِم على قبر ينظر إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يرفع عَن ذنُوبه (وَمن رأى) انه مَوْضُوع فِي قَبره ومنكر وَنَكِير يسالانه فَإِنَّهُ يدل على ان الْملك يُرْسل أعوان إِلَيْهِ فِي أَمر ومطالبة فَإِن رأى أَنه أجابهما بِجَوَاب صَوَاب فَإِنَّهُ يَأْمَن من جِهَته وَإِن غلط فِي الْجَواب فضد ذَلِك (وَمن رأى) أَنه أخرج من قبر ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ ثَانِيًا فَإِنَّهُ يرى فَائِدَة من سُلْطَان وَخيرا ثمَّ يحبس بعد ذَلِك هَذَا إِذا نسب إِلَى: تِلْكَ بوظيفة وَإِن كَانَ غير ذَلِك فَإِنَّهُ يُقَاس عَلَيْهِ بِقدر مقَامه وَأما حفار الْقُبُور فَإِنَّهُ رجل كَبِير الْقدر ذُو جلالة وَأما الْمَقَابِر فَإِنَّهَا محبَّة مَعَ الْجُهَّال أَو فَسَاد فِي دينه ومصيبة وهم وندامة من مصاحبة الْجُهَّال ثمَّ يرْزق تَوْبَة بعد ذَلِك (وَمن رأى) أَن الْمَقَابِر تمطر فَإِنَّهَا رَحْمَة من الله عَلَيْهِم.
من رأى أَنه يدْفن حَيا فَإِنَّهُ يظفر بعدوه (وَمن رأى) أَن جمَاعَة دفنُوا شخصا فانهم يتعصبون على هَلَاكه وَلَا خير فِي الدّفن جملَة كَافِيَة وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا الدّفن تؤول على عشرَة أوجه: سجن وفقر وسفر وَبعد وتعطيل وَنِكَاح حرَام وَضعف ومقدرة وشماتة وضيق وَفَسَاد أُمُور (وَمن رأى) أَنه دفن عدوه فَإِنَّهُ يظفر بِهِ (وَمن رأى) أَنه دفن شَيْئا من الْحَيَوَان فَإِن كَانَ نَوعه مذموما فَإِنَّهُ يلقى رجلا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الصِّنْف وَإِن كَانَ محبوبا فَإِنَّهُ ندامة وَرُبمَا كَانَ ادخار شَيْء (وَمن رأى) أَنه يدْفن شَيْئا من الجمادات فَإِنَّهُ حَرِيص على الدُّنْيَا (وَمن رأى) أَنه يدْفن نوعا لَا يقتضى الدّفن فَإِنَّهُ يضيع مَتَاعه فِيمَا لَا يحصل نتيجة وَرُبمَا دلّ على ايداع ذَلِك عِنْد أحد لِأَن الانسان أَصله من التُّرَاب.