ورد فِي الحَدِيث الْمَشْهُور وَقيل بالمدة وَقَالَ بَعضهم: السّنة تؤول على خَمْسَة أوجه: بِالْمَرْأَةِ وبالسنة وبالبقرة وبالرهبانية وبالخصب والجدب.
إِن رأى عيد الْأُضْحِية فَإِنَّهُ يدل على مصاحبته لرجل عَالم الْأَسْبَاب الْخَيْر وَحُصُول مَنْفَعَة دينية مِنْهُ وَقَالَ الْكرْمَانِي: (وَمن رأى) عيدا من الأعياد وَالنَّاس ظاهرون من الْمَدِينَة فتأويله على سِتَّة أوجه: عز وَفَرح وَشرف واطلاق من سجن وتوبة وثواب (وَمن رأى) عيدا وَلم يكن عيدا على الْحَقِيقَة فَإِن كَانَ من أهل الْعِزّ والشرف فنقص فِي منصبه وَإِن لم يكن ذَا عز فوقوف حَال فِي معيشته وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى عيد الْأَضْحَى فَإِن كَانَ فِي أَوَانه فَإِنَّهُ يصاحب من يحصل لَهُ مِنْهُ نتيجة وَقيل يبلغ مُرَاده بِمَشَقَّة وتعب وَأما رُؤْيا الْأُضْحِية فقد تقدّمت فِي بَابهَا (وَمن رأى) عيدا مِمَّا يَعْتَقِدهُ أهل الذِّمَّة فحصول خوف من أعدائه (وَمن رأى) عيد عَاشُورَاء فحصول زَاد.
من رأى شهر محرم فيؤول على ثَلَاثَة أوجه: وقار وَحج واظهار وسرور وَأما صفر فيؤول على وَجْهَيْن: غم وهم وَولَايَة وَأما ربيع الأول فعلى ثَلَاثَة أوجه: فَرح وسرور وَخير ونعمة وَظُهُور تهاني وَذُو صَدَقَة وَأما ربيع الاخر فَفِيهِ وَجْهَان: خُرُوج من ضيق إِلَى سَعَة وازدياد فِي الارزاق وَأما جُمَادَى الأولى فعلى ثَلَاثَة أوجه: برد وجمد وراحة من تَعب وتعطيل سفر وَأما شهر جُمَادَى الاخر فنظيره وَقيل حُصُول بركَة وتوبة وَأما رَجَب فعلى أَرْبَعَة أوجه: إخماد فتْنَة وَتَحْرِيم قوى وانصباب بركَة وَخير وَأما شهر شعْبَان فتشعب رَحْمَة وَأما شهر رَمَضَان فَفِيهِ سِتَّة أوجه: تَوْبَة الله تَعَالَى على عبَادَة وكف عَن الْمعاصِي وَحُصُول خير واحياء سنة وَكَثْرَة رزق وَأما شَوَّال فَفِيهِ وَجْهَان: شُرُوع فِي أَمر وافتتاح سفر وَقيل ارْتِكَاب أُمُور صعبة وَأما ذُو الْقعدَة وَذُو الْحجَّة فيؤولان على ثَلَاثَة أوجه: حج وسلوك أَمر وَحُصُول رزق وَمَنْفَعَة.
أما فصل الرّبيع فيؤول على سَبْعَة أوجه: استقامة فِي الْبدن وازدياد فِي الرزق وَطيب عَيْش وَحُصُول مُرَاد ونزهة خاطر وَصِحَّة مَنَام وتجديد سفر وَقيل: فصل الرّبيع يؤول بِالْملكِ والهواء الْغَيْر المعتدل يَعْنِي حارا وباردا فِي وَقت وَاحِد بِحَيْثُ يحصل من ذَلِك ضَرَر فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مضرَّة من الْملك لأهل ذَلِك الْمَكَان وَإِن كَانَ هَوَاهُ معتدلا والآفاق منورة فتعبيره بِخِلَافِهِ ورؤيا فصل الرّبيع فِي أَوَانه خير من غير أَوَانه وَأما فصل الصَّيف فَإِنَّهُ يدل على النِّعْمَة وَالْبركَة ورجاء الْمُؤْنَة واكتساب الارزاق وَإِن كَانَ من التُّجَّار فَإِنَّهُ يكثر السّفر وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيَاهُ تؤول بِالْملكِ فاذا كَانَ فِي اوانه والأفق منورا والأثمار مدركة فَإِنَّهُ يدل على الْعِزّ والجاه وَحُصُول المُرَاد وَالْقُوَّة والاحسان من الْملك إِلَى الْعَامَّة (وَمن رأى) بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَأما فصل الخريف فيؤول على أَرْبَعَة أوجه: تغير احوال وَضعف وسقم وانتهاء أُمُور وَذَهَاب نزهة (قَالَ الْكرْمَانِي) : يُؤْخَذ من معنى تَعْبِير مَا تقدم فِي فصل الرّبيع وَأما فصل الشتَاء فحصول رَحْمَة وَقيل الشتَاء يؤول بِالْملكِ فَإِن كَانَ برده شَدِيد فَإِنَّهُ حُصُول مضرَّة من ذَلِك وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه.
أما الْجمع فانها تؤول بِالسِّنِينَ أَو الْأَشْهر كَمَا تقدم فِي معنى الحَدِيث وَقيل زَوْجَة حَسَنَة وَقيل اجْتِمَاع جمَاعَة على الْخَيْر وتقوى الله وَكَفَّارَة الذُّنُوب وَأما الْأَيَّام (قَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : أحسن مَا يرى فِي الْأَيَّام يَوْم الْجُمُعَة ثمَّ يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس وَكلما يرى الانسان الْيَوْم صافيا نيرا فَهُوَ حسن فِي حَقه وجيد حَسْبَمَا يكون ضوءه ونوره (وَمن رأى) يَوْم السبت وَظن أَنه الْجُمُعَة فَإِنَّهُ يشْتَغل وَهُوَ يعْتَقد أَنه خير والامر بِخِلَافِهِ وَقَالَ جَابر المغربي: من رأى ذَلِك