ثمَّ بعد هَذِه الْقَضِيَّة بِمدَّة يسيرَة حضر من أَخْبرنِي بوصول ذَلِك الرجل الَّذِي رَأَيْته جذب بيَدي من تَحت الجرف بِعَيْنِه وصحبته تَقْلِيد شرِيف بتفويض نِيَابَة السلطنة الشَّرِيفَة بالثغر الْمَذْكُور عوضا عَمَّا حصل بيني وَبَينه الشنآن فظهرت لملاقاته وَإِذا أَنا بالفرس وآلته على صفة مَا رَأَيْت فَلبِست التشريف وسجدت شكرا لله تَعَالَى ولحقتني عِبْرَة بتعبيره وَركبت الْفرس وَسَار الْخلق على صفة مَا رَأَيْت فَللَّه الْحَمد والْمنَّة وَقد ذكرت ذَلِك لاظهار نعم الله عَليّ.

نادرة روى أَن رجلا قَالَ لأبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ رَأَيْت أَنِّي أَعْطَيْت سبعين ورقة من شَجَرَة فَقَالَ تضرب سبعين جلدَة فَلم يمض إِلَّا وَقد وَقع عَلَيْهِ ذَلِك بِعَيْنِه ثمَّ بعد عَام رأى أَيْضا تِلْكَ الرُّؤْيَا فَأتى إِلَى أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ وَأخْبرهُ أَنه رأى تِلْكَ الرُّؤْيَا الأولى على هيئتها فَقَالَ لَهُ يحصل لَك سَبْعُونَ ألف دِرْهَم فَقَالَ لَهُ يَا أَمَام الْمُسلمين السّنة الْمَاضِيَة رَأَيْت تِلْكَ الرُّؤْيَا فعبرتها سبعين جلدَة وَصَحَّ ذَلِك وَهَذِه السّنة عبرتها بسبعين ألف دِرْهَم فَمَا معنى ذَلِك فَقَالَ يَا هَذَا السّنة الْمَاضِيَة كَانَت الْأَشْجَار تنثر أوراقها وَالْيَوْم رؤيتك عِنْد نمو الْأَشْجَار واكتسائها بالأوراق فَلم يلبث إِلَّا قَلِيلا حَتَّى وَقع بِيَدِهِ سَبْعُونَ ألف دَرَاهِم.

نادرة روى أَن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز روى عَن عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه آخى بَين أبي بكر الصّديق وسلمان الْفَارِسِي رَضِي الله عَنْهُمَا فَرَأى سلمَان رُؤْيا لأبي بكر الصّديق فتباعد عَنهُ وَتَركه بِسَبَب تِلْكَ الرُّؤْيَا فَقَالَ لَهُ أَبُو بكر الصّديق لم تَرَكتنِي يَا أخي فَقَالَ لَهُ رَأَيْتُك فِي الْمَنَام وَقد غلت يدك فِي عُنُقك فَقَالَ ابو بكر الصّديق الله أكبر غلت يَدي وَقصرت عَن الشَّرّ فَأخْبر سلمَان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن رُؤْيَاهُ وَمَا قَالَه أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ فَصدقهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاسْتَحْسنهُ مِنْهُ.

نادرة روى أَن امْرَأَة أَتَت النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَقَالَت يَا رَسُول الله رَأَيْت كَأَن عَمُود سقف بَيْتِي قد انْكَسَرَ فَقَالَ: يَأْتِي زَوجك من السّفر. أَو كَمَا قَالَ فمضت الْمَرْأَة وَأَقْبل زَوجهَا ثمَّ بعد ذَلِك رَأَتْ كَذَلِك فَأَتَت النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَلم تَجدهُ فَأَتَت أَبَا بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ وقصت عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فَقَالَ لَهَا يَمُوت زَوجك وَالْمرَاد بذلك أَن رؤياها الأولى كَانَ زَوجهَا)

غَائِبا فَأقبل وَفِي الْمرة الثَّانِيَة كَانَ زَوجهَا حَاضرا والفصول مُخْتَلفَة.

نادرة روى أَن رجلا رأى فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقَالَ الرَّائِي مَا فعل الله بك فَقَالَ دَعْنِي لِأَنِّي لم أتمكن يَوْمًا من غسل جَنَابَة فألبسني الله ثوبا من نَار فَأَنا أتقلب فِيهِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة.

نادرة روى أَن رجلا رأى فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقَالَ لَهُ الرَّائِي مَا فعل الله بك يَا أخي قَالَ صليت نادرة روى أَن رجلا أَتَى معبرا فَقَالَ رَأَيْت كأنني آكل تينا فَقَالَ تَأْكُل بِعَدَد كل تينة عَصا فَكَانَ كَذَلِك ثمَّ رأى بعد مُدَّة كَذَلِك فَأتى إِلَيْهِ وقص ذَلِك عَلَيْهِ ثَانِيًا فَقَالَ لَهُ يطلع فِيك بِعَدَد كل تينة دمل فَكَانَ كَذَلِك ثمَّ مضى فَرَأى بعد مُدَّة كَذَلِك ثَالِثا فَلَمَّا وصل إِلَى بَاب منزله وجد كيسا فِيهِ مبلغ فَأَخذه ثمَّ قصّ عَلَيْهِ مَا رَآهُ مِمَّا تقدم فَقَالَ لَهُ تَجِد بِعَدَد كل تينة أكلتها دِينَار فَقَالَ وجدت ذَلِك وَكَانَ ذَلِك الْكيس وَقع من العبر فَلم يبد بِشَيْء من ذَلِك فَقَالَ لَهُ الرَّائِي سُبْحَانَ الله تَأْوِيل الرُّؤْيَا بِيَدِك وَمهما قلته ظهر قَالَ أما أكلك التِّين أول مرّة فَكَانَت الشَّجَرَة عَارِية عَن وَرقهَا وَهِي عَصا فَأَوَّلتهَا بذلك وَفِي الْمرة الثَّانِيَة أَكلته عَنهُ نبته فِي فروعه وَكَانَ يشبه الدماميل وَفِي الْمرة الثَّالِثَة أَكلته عِنْد استوائه وخيره فَكَانَ كالدنانير والكيس الَّذِي وجدته كَانَت صفته كَذَا وَكَذَا وَهُوَ لي وَقد وهبته لَك.

نادرة روى أَن بعض الْمُلُوك رأى فِي مَنَامه كَأَن بَين يَدَيْهِ ماعونا وَفِيه طَعَام وفأر بِجَانِب المعون يُدْلِي ذَنبه فِي الطَّعَام ويلتفت يمصه مرَارًا فَاسْتَيْقَظت مُتَعَجِّبا وَكَانَ قد رأى قبل أَن يتسلطن كَأَنَّهُ فِي خيمه نصفهَا فِي الْبر وَنِصْفهَا فِي الْبَحْر فاستدعى بمعبر وقص عَلَيْهِ الرُّؤْيَا الثَّانِيَة فَقَالَ لَهُ عدني بِشَيْء فوعده فَقَالَ أَن صدقت رُؤْيَاك تكون سُلْطَانا ويطيعك أهل الْبر وَالْبَحْر فَكَانَ كَذَلِك وَنسي الْمعبر مَا وعده بِهِ فَلَمَّا رأى الْمَنَام الْمَذْكُور أَولا تذكر ذَلِك الْمعبر فَأرْسل خَلفه وَقَالَ قد نسيت مَا وعدتك بِهِ وَلَكِن عبر لي هَذِه الرُّؤْيَة وَلَك عِنْدِي مَا تُرِيدُ فَقص عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الْمعبر لأحضرن بَين يدك الفأر بِعَيْنِه وأريك الطَّعَام وماعونه أدخلني الْحَرِيم فَأدْخلهُ الْحَرِيم فَجمع جَمِيع الْجَوَارِي السود وَجعل يكْشف عوارتهن وَاحِدَة وَاحِدَة حَتَّى أنْتَهى إِلَى أسود بَينهُنَّ ملتبس بزِي النِّسَاء فَأَخذه بِيَدِهِ وَأخرجه إِلَى السُّلْطَان وَقَالَ هَذَا الفأر بِعَيْنِه وَهَذَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015