وَأما العلق فعدو طماع فَمن رأى العلق دخل فِي حلقه فَإِنَّهُ عَدو يكون من بَيته وَيجْلس مَعَه.
وَقَالَ الْكرْمَانِي العلق عِيَال تَأْكُل من مَال غَيره لَا من مَاله.
وَمن رأى علقاً كثيرا اجْتمعت عَلَيْهِ وتمص دَمه فَإِنَّهُ يؤول بِنُقْصَان مَاله.
وَقيل من رأى علقا متشبكا فِيهِ وقلعة فَإِنَّهُ يتَخَلَّص من هم وغم وَقَالَ بعض المعبرين إِذا رَأَتْ امْرَأَة علقَة التصقت بهَا فَرُبمَا أَنَّهَا تحمل لقَوْله تَعَالَى خلق الْإِنْسَان من علق.
وَأما الضفدع فَإِنَّهُ يؤول بِإِنْسَان عَابِد مُجْتَهد وَالْجَمَاعَة مِنْهَا من جند الله تَعَالَى وَمن رأى أَنه أصَاب ضفدعا فَإِنَّهُ يصحب رجلا خيرا فَاضلا.
وَمن رأى ضفادع كَثِيرَة جدا نزلت بِأَرْض فَإِنَّهُ يؤول بنزول عَذَاب الله فِي ذَلِك الْمَكَان وَقيل رُؤْيا الضفادع إِذا كَانَت كَثِيرَة لَا تصيح فَإِنَّهَا تؤول بإجتماع أَقوام على فَسَاد وَإِن صاحت وَسمع أصواتها فَإِنَّهُ بلَاء.
وَمن رأى أَنه أخرج ضفدعا من المَاء وألقاه إِلَى الْبر فَإِنَّهُ يؤول بتسلطه على إِنْسَان عَابِد وَمنعه من معيشته ومضرته اياه.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ لحم الضفدع مَنْفَعَة من الاصحاب وَكَلَامه مَعَه اصابة خير ونيل من ملك.
وَقَالَ بعض المعبرين من رأى ضفدعا لَا ينْطق فَرُبمَا يؤول بِإِنْسَان لَهُ كَلَام عِنْد صَاحب الرُّؤْيَا لَا يَسْتَطِيع أَن ينْطق بِهِ إِلَيْهِ فليعتبر حَاله فِي ذَلِك وَاسْتدلَّ بقول بعض العارفين شعرًا:
(قَالَت الضفدع قولا ... فهمته الْحُكَمَاء)
(فِي فمي مَاء فَهَل ... ينْطق من فِي فِيهِ مَاء)
وَأما السلحفاة فَقَالَ الْكرْمَانِي إِنَّهَا تؤول بِرَجُل زاهد عَابِد بالعلوم الْقَدِيمَة.)
وَمن رأى أَنه أصَاب سلحفاة فَإِنَّهُ يظفر بِإِنْسَان كَذَلِك.
وَمن رأى سلحفاة فِي مَكَان أَو طَرِيق أَو مزبلة فَإِن هُنَاكَ عَالما يُؤَدِّي إِلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ السلحفاة تؤول بِالْقَاضِي وَرُبمَا كَانَت امْرَأَة تتعطر وَتعرض نَفسهَا على الرِّجَال وَقيل رُؤْيا لحم السلحفاة تؤول بِالْعلمِ خُصُوصا لمن أكله وَقيل رُؤْيا دَوَاب الْبَحْر جملَة تؤول بِرِجَال على قدر خطرها ومنازلها وعداوتها للْإنْسَان وشوكتها فليعتبر الْمعبر ذَلِك.
وَهُوَ على أوجه كِبَارهَا غنيمَة وصغارها هموم فَإِن اجْتمعت كِبَارهَا وصغارها فَهِيَ أَمْوَال.
وَمن رأى أَنه اصطاد سمكًا طريا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من وَجه حل.
وَقيل من رأى أَنه أصَاب حوتا فَأكل مِنْهُ فَإِنَّهُ يُصِيب قُرَّة عين وَيسمع كلَاما يُعجبهُ.
وَمن رأى أَنه أصَاب سمكًا مِمَّا يكره أكله عِنْد النَّاس ليَبِيعهُ فَإِنَّهُ يُصِيب خُصُومَة مَعَ أصهاره وَقيل رُؤْيا السَّمَكَة الطرية تؤول بِالْمَرْأَةِ.
وَمن رأى أَنه يشوي حوتا فَإِنَّهُ ينْفق فِي صَنِيع ختان أَو نِفَاس.
وَمن رأى أَنه أصَاب سَمَكَة مُنْتِنَة فَأكل مِنْهَا وَترك طيبا من الْمَأْكُول فَإِنَّهُ يَأْتِي حَرَامًا ويدع الْحَلَال.
وَمن رأى سَمَكَة قدامه وَهُوَ يَأْكُل مِنْهَا فشاركه أحد فليحترز من زَوجته.
وَمن رأى حوتا فِي حَوْض أَو بركَة وَهُوَ يتقلب فِيهِ ويتظفلط فَإِنَّهُ يؤول بِإِنْسَان سيء الْمُعَامَلَة لَا وَمن رأى حوتا فاتحا فَمه فَإِنَّهُ يؤول بالسجن.
وَمن رأى حوتين فِي قلَّة أَو وعَاء فَإِنَّهُ يؤول برجلَيْن مشتركين فِي أَمر فليعتبر الرَّائِي صَاحب ذَلِك الْوِعَاء.
وَمن رأى أَنه أصَاب فِي بطن سَمَكَة لؤلؤة فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول ولد من امْرَأَة لَهُ.
وَمن رأى أَنه شقّ جَوف سَمَكَة فَظهر مِنْهَا خَاتم فَإِنَّهُ يؤول بالعز والدولة.
وَمن رأى سَمَكَة خرجت مِنْهُ فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ بنت وَقيل إِذا خرجت من إحليله كَانَت ابْنة وَإِذا خرجت من فَمه كَانَت كلَاما محالا وَإِن خرجت من دبره لَا خير فِيهِ.
وَقَالَ دانيال رُؤْيا السّمك فِي الْأَمَاكِن الحارة بلَاء ومشقة وَفِي الْأَمَاكِن الْبَارِدَة تَأْوِيله بضده.
وَمن رأى أَن فِي بطن سَمَكَة سَمَكَة أُخْرَى فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة فَإِن وجد فِي جوفها سمكتين فَإِنَّهُ)
يتَزَوَّج بامرأتين ودهن السّمك المملح المشوي يؤول بِالسَّفرِ فِي طلب الْعلم أَو صُحْبَة الأكابر خُصُوصا لمن أكله وَإِن لم يكن المملح مشويا فَإِنَّهُ يدل على عدم صَلَاح الرَّائِي وعقوبة تتنزل عَلَيْهِ وَقيل أكل السّمك غير مَحْمُود لِأَن عظمه أَكثر من لَحْمه.
وَمن رأى أَنه اصطاد سَمَكَة عَظِيمَة لَا يرى أكبر مِنْهَا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة غنية من أهل بَيت وَقيل رُؤْيا السَّمَكَة الطرية المشوية تدل على إِظْهَار برهَان لقصة عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام لقَوْله تَعَالَى رَبنَا