وَأما الدملج فَقَالَ الْكرْمَانِي إِن كَانَ من ذهب فَإِنَّهُ حُصُول غم وهم وكراهية وَإِن كَانَ من فضَّة يكون أخف وَإِن كَانَ من فضَّة فِي عضده فَإِنَّهُ يدل على تَزْوِيج ابْنَته أَو ابْنة أَخِيه وَإِن رأى لَهُ امْرَأَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال وزينة وَإِن كَانَ من مَعْدن من الْمَعَادِن فَإِنَّهُ يؤول على قدر مَا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الْمَعْدن.
وَقَالَ ابو سعيد الْوَاعِظ الدملج قُوَّة على يَد أَخ لِأَن الْعَضُد أَخ وَكَذَلِكَ الساعد وللمرأة زوج فَيعْتَبر من معدنه ولونه يؤول بِمَعْنى ذَلِك.
وَأما الطوق فَإِنَّهُ حُصُول ولَايَة وَإِذا كَانَ مرصعا فَهُوَ أبلغ فِي الْولَايَة وَيكون فِي الْعُلُوّ بِقدر قيمَة الطوق وَيكون مَشْهُورا بالأمانة والانصاف فِي تِلْكَ الْولَايَة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى فِي عُنُقه طوقا فَإِنَّهُ يدل على ادعائه أَنه من قَبيلَة فلانية أَو من قوم فلانيين وَيكون كذابا فِي دَعْوَاهُ.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى فِي عُنُقه طوقا بعضه من ذهب فَإِنَّهُ يدل على الْحَج وَإِن كَانَ كُله من ذهب فَإِنَّهُ يدل على نيل المُرَاد.
وَمن رأى أَن فِي عُنُقه طوقا من ذهب فَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يؤول بارتكابه الْمعاصِي وامعانه فِي ذَلِك.)
وَقيل من رأى أَن فِي عُنُقه طوقا من أَي مَعْدن كَانَ فَإِنَّهُ يؤول بإمعانه فِي الْفساد وتضييعه أُمُوره وخيانته فِي أَمَانَته فليتق الله وَيصْلح مَا بَينه وَبَين الله ويكف أَذَاهُ عَن النَّاس.
وَأما القلادة فَإِنَّهَا تؤول على أوجه فَمن رأى أَن فِي عُنُقه قلادة فَإِنَّهُ يتَوَلَّى ولَايَة أَو يتقلد أَمَانَة على قدر القلادة فِي حسنها وطولها وَإِذا كَانَت مرصعة بأنواع الْجَوَاهِر تكون الْولَايَة أعظم.
وَمن رأى أَن عَلَيْهِ قلادة ثَقيلَة وَهُوَ يضعف عَن حملهَا فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة ويضعف عَن الْعَمَل وَالْقِيَام فِيهَا.
وَقيل رُؤْيا القلادة من حَيْثُ الْجُمْلَة تَقْلِيد أَمر أَو أَمَانَة وتؤول رُؤْيَة قلادة الْمَرْأَة على زَوجهَا فمهما رَأَتْ فِي ذَلِك من زين أَو شين فَإِنَّهُ يؤول فِيهِ والقلادة الْفضة مِنْهُم من قَالَ انها دون ذَلِك لِأَنَّهَا من التَّقْلِيد وَهُوَ دون الذَّهَب فِي الثّمن وَمِنْهُم من قَالَ إِنَّهَا أحسن لما تقدم من تفضيلها على الذَّهَب وَقيل رُؤْيا القلادة الْفضة تؤول بِجَارِيَة حسناء وَإِذا كَانَت من نوع من أَنْوَاع الْمَعَادِن فَإِنَّهَا تؤول بِالْخُصُومَةِ وَإِذا كَانَت من الْجَوْهَر أَو الْحِجَارَة المثمنة فَإِنَّهَا تؤول بِحُصُول علم كَلَام الله تَعَالَى وَكلما كَانَت جَيِّدَة كَانَ الْعلم أبلغ وَأحسن.
وَقَالَ جَابر المغربي القلادة تدل على قدر الرجل وَقِيمَته وولايته وجاهه فَكلما كَانَت طَوِيلَة كَانَت أَجود وَالْقصر فِيهَا بضد ذَلِك.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق إِذا كَانَت القلادة بَعْضهَا من ذهب فَإِنَّهُ يدل على الْحَج وَإِذا كَانَت جمعهَا من ذهب فَإِنَّهُ يدل على الْولَايَة.
وَأما المخنقة فللرجال خناق وللنسوة زِينَة وَولد وَرُبمَا دلّت لأهل الْفساد على أَمر مَكْرُوه لاشتقاق الِاسْم.
وَأما الْعُقُود إِذا كَانَت من الذَّهَب وَهِي مكللة أَو من ذهب وَهِي مُحرمَة محشوة فَإِنَّهَا تؤول بِعَهْد أَو أَمَانَة أَو مِيثَاق أَو وَصِيَّة فمهما رأى فِي ذَلِك من حسن وجمال فَهُوَ وَفَاء بالعهد وَإِذا رأى بِخِلَاف ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَاسْتدلَّ بقوله تَعَالَى يَا أَيهَا الَّذين أمنُوا أَوْفوا بِالْعُقُودِ.
وَمن رأى أَن عَلَيْهِ عقودا كَثِيرَة فَإِنَّهُ يضعف عَمَّا ذَكرْنَاهُ هَذَا إِذا رأى بحملها ثقلا وَالْعقد يؤول للْمَرْأَة بالزواج.
وَأما القرط وَهُوَ الْحلق الَّذِي يوضع بالآذان فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى فِي أُذُنه قرطا فَإِنَّهُ يَشْتَهِي سَماع الْغناء فَإِن رأى فِي ذَلِك شَيْئا من الْجَوَاهِر أَو نوعها وَفِي كل وَاحِد مِنْهُمَا لؤلؤة أَو)
أَكثر من ذَلِك فَإِنَّهُ يجمع الْقُرْآن أَو علم الْبر وَمن رأى فِي أحد قرطيه لؤلؤة دون الْأُخْرَى فَإِنَّهُ يحفظ نصف الْقُرْآن أَو يفعل شَيْئا من الْبر لَا يكون كَامِلا وَقيل من رأى فِي أُذُنَيْهِ حلقا فَإِنَّهُ يكون عِنْد النَّاس ذَا زِينَة وجمال.
وَمن رأى فِي حلق اذنيه درا ثمينا فَإِنَّهُ يتَعَلَّم الْقُرْآن وَالْعلم وَإِذا كَانَ اللُّؤْلُؤ صغَارًا فَإِنَّهُ ينسى الْعلم وَمن رأى فِي أذن امْرَأَته حلقتين من ذهب أَو فضَّة أَو الْوَاحِدَة من ذهب وَالْأُخْرَى من فضَّة فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ القرط وَالسيف فِي التَّأْوِيل سَوَاء للرجل وَالْمَرْأَة.
والقرط من ذهب يدل على رجل مغن. وَحكى ان رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت كَأَن فِي إِحْدَى أُذُنِي قرطا فَقَالَ كَيفَ غناؤك قَالَ حسن الصَّوْت فَقَالَ هُوَ ذَلِك فَإِن رأى القرط من فضَّة فَإِنَّهُ يحفظ الْقُرْآن كُله وَإِن كَانَ صَاحب الرُّؤْيَا أَمينا فَإِنَّهُ يملك وصائف لقَوْله تَعَالَى كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤ مَكْنُون وَإِن كَانَ مَعَ القرط سيف فَإِنَّهُ يرْزق بِنْتا وَإِن كَانَ صَاحب الرُّؤْيَا امْرَأَة حُبْلَى رزقت ابْنا.
وَمن رأى فِي مَنَامه امْرَأَة أذنها قرط وَسيف فَإِن لَهُ تِجَارَة فِي بَلْدَة عامرة كَثِيرَة الْجَوَارِي والاماء فَإِن الْمَرْأَة فِي التَّأْوِيل تِجَارَة وَكَذَلِكَ الْجَارِيَة.
وروى أَن رجلا قَالَ لبَعض المعبرين رَأَيْت فِي أذن امْرَأَتي حَلقَة نصفهَا ذهب وَنِصْفهَا فضَّة فَقَالَ لَعَلَّك طَلقتهَا طَلْقَتَيْنِ وَبقيت على وَاحِدَة فَقَالَ نعم هُوَ كَذَلِك.