سعد بن أبي وَقاص يكون ميله إِلَى الْغَزْو (وَمن رأى) عبد الله بن عَبَّاس وَعبد الله بن مَسْعُود فَإِنَّهُ يشْتَغل بمهمات الْعِبَادَات ويجتهد فِي أَفعَال الدّين (وَمن رأى) بِلَالًا فَإِنَّهُ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَيكون ذَا ذكر على رُؤُوس الْخَلَائق وعَلى الْجُمْلَة رُؤْيا صحابة النَّبِي خير ومنفعه فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة.
(وَمن رأى) أحدا من التَّابِعين اعطاه شَيْئا أَو كلمة أَو خالطه فَإِنَّهُ حُصُول خير على كل حَال مَا لم يكن فِي الرُّؤْيَا مَا يُنكر فِي الْيَقَظَة فيؤول بِحَسب ذَلِك وَقيل رُؤْيا التَّابِعين تدل على اتِّبَاع مَعْرُوف وسلوك طَرِيق الْخَيْر.
من رأى أحد الْخُلَفَاء بشائش الْوَجْه سليم الطَّبْع يتَلَفَّظ مَعَه بلين الْكَلَام فَإِنَّهُ يحصل لَهُ خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَإِن رَآهُ وَهُوَ يَأْمر بِفعل فِي مستخلصه فَإِنَّهُ يُصِيب شرفا وذكراً عَالِيا وَخيرا عَاجلا فِي دُنْيَاهُ وآخرته (وَمن رأى) أَن الْخَلِيفَة كتب لَهُ عهدا مكملاً بِولَايَة فَإِنَّهُ لَا يزَال معاهد الله على الدّين وَالتَّقوى وَقيل من رأى أَن الْخَلِيفَة ولاه على قوم فَإِنَّهُ يحصل لَهُ شرف وَإِن كَانَ من أهل الولايات حصل لَهُ ذَلِك وَلَا يسود قومه (وَمن رأى) أَن الْخَلِيفَة كَسَاه أَو حمله أَو أركبه أَو أعطَاهُ شَيْئا من مَتَاع الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا وَعزا وفخراً بِقدر مَا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الْعَطاء (وَمن رأى) أَنه يُعَاقِبهُ أَو جرى بَينهمَا كَلَام الْبر فَإِنَّهُ يصلح حَاله عِنْده أَو غَيره من الاعيان (وَمن رأى) أَن الْخَلِيفَة يخاصمه فَإِنَّهُ يظفر بحاجته وينصر على أعدائه (وَمن رأى) وَجه الْخَلِيفَة عبوساً ينظر إِلَيْهِ بِعَين الْغَضَب أَو رأى فِيهِ نقصا أَو خللا فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي دين الرَّائِي والخلل عَائِد إِلَيْهِ قَالَ جَابر المغربي: من رأى أَنه صَار خَليفَة فَإِنَّهُ ان لم يكن أَهلا لذَلِك فَإِنَّهُ يشْتَهر بشهرة قبيحة وَقيل يصل إِلَيْهِ خبر سوء أَو يحصل لَهُ أَمر يُؤَدِّي إِلَى الضَّرَر من حَيْثُ الْجُمْلَة الْأَخِيرَة فِي ذَلِك (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل مَعَ الْخَلِيفَة فِي إِنَاء أَو أطْعمهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ حزن بِقدر مَا أكل (وَمن رأى) أَنه هُوَ والخليفة على فرَاش وَاحِد فَإِنَّهُ يشركهُ فِي أمره أَو يوليه مَكَانا يحكم فِيهِ وَقيل اما ان يتَزَوَّج امْرَأَة من بَيت الْخَلِيفَة أَو يَهبهُ جَارِيَة.
من رأى أحدا مِنْهُم لم يكن فِيهِ سَيِّئَة نقص فَهُوَ خير وَإِن رأى نقصا فضد ذَلِك (وَمن رأى) شريفا فَإِنَّهُ يدل على الشّرف للرائي وَقيل رُؤْيَة الشرفاء تدل على أكَابِر الأقوام وأشرافهم (وَمن رأى) أَنه صَار شريفا فَإِنَّهُ يسود على قوم وَلَا بَأْس برؤيا الشريف.
من رأى أَنه تَوَضَّأ بِمَاء صَاف وَأتم وضوءه فَإِن كَانَ مهموما فرج الله عَنهُ همه وَإِن كَانَ مديونا قضى الله دينه وَإِن كَانَ مَرِيضا شفَاه الله تَعَالَى وَإِن كَانَ مذنبا يَتُوب الله عَلَيْهِ وَيغْفر ذنُوبه وَإِن كَانَ خَائفًا أَمنه الله تَعَالَى وَهُوَ خير على كل حَال (وَمن رأى) أَنه لم يتم وضوءه أَو تعذر عَلَيْهِ ذَلِك فَإِنَّهُ لَا يتم لَهُ أَمر هُوَ طَالبه ويرجى لَهُ النجاح من فضل الْوضُوء (وَمن رأى) أَنه تَوَضَّأ بِمَا لَا يجوز الْوضُوء بِهِ فَهُوَ بِمَنْزِلَة من لَا يتم وضوءه وَقيل: من تَوَضَّأ بِلَبن أَو عسل فَهُوَ حسن فِي الدّين (وَمن رأى) أَنه تَوَضَّأ بِمَاء حَار فَلَا خير فِيهِ (وَمن رأى) انه تَوَضَّأ بِمَاء كدر وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ هم وغم وَلَكِن ويرجى لَهُ الْفرج (وَمن رأى) أَنه يطْلب الْوضُوء وَلَا يجد المَاء فَإِن الْأَمر الَّذِي يَطْلُبهُ يعسر عَلَيْهِ وَلَكِن يُرْجَى لَهُ من فضل الله تيسيره (وَمن رأى) أَنه يتَوَضَّأ وَهُوَ جنب فَإِنَّهُ يدْخل فِي أَمر يعسر عَلَيْهِ وَلَا يَتَيَسَّر.