وَأما الكلفتة فَهِيَ للْملك زِيَادَة ابهة وثبات فِي مَمْلَكَته وَلمن هُوَ دونه ولَايَة وَلمن هُوَ دونه مِمَّن يَلِيق بِهِ لبسهَا خدمَة وَرُبمَا كَانَ تَوْلِيَة وَظِيفَة وَلمن لَيْسَ من عَادَة لبسهَا ان كَانَ من الأتراك فَهُوَ عز وَإِن كَانَ من غَيرهم سَوَاء كَانَ متعمما أَو عاميا فَلَيْسَ فِيهِ مضرَّة وَرُبمَا كَانَ لمن بِهَذِهِ الصّفة امْرَأَة تركية وَأما الكلفتة خَاصَّة بِغَيْر شاش فَهِيَ على وَجْهَيْن مِنْهُم من قَالَ لَيْسَ فِيهِ مضرَّة وَمِنْهُم من)
كره ذَلِك لكَونهَا لم تلبس بمفردها.
وَأما الْعِمَامَة فَإِنَّهَا تدل على الدّين وَإِن كَانَت بَيْضَاء أَو خضراء خُصُوصا ان كَانَت قطنا أَو كتانا وَإِذا كَانَت من خَز فَإِنَّهَا تدل على فَسَاد دينه ودنياه وَقيل الْعِمَامَة إِذا كَانَت من خَز فَإِنَّهَا تدل على أَحْوَال الرَّائِي فِي الدُّنْيَا.
وَمن رأى أَنه ضم عِمَامَة إِلَى عمَامَته فَإِنَّهَا تدل على زِيَادَة شرفه ومنزلته وَقُوَّة حَاله.
وَمن رأى من عمَامَته طرازاً فَإِنَّهَا تدل على شهرته بَين النَّاس بِقدر طرازها.
وَمن رأى طراز عمَامَته مقلوبا فَإِنَّهُ غير مَحْمُود.
وَمن رأى عمَامَته خضراء مَعَ سَائِر ثِيَابه فَإِنَّهُ يدل على انْتِقَاله من الدُّنْيَا بِالشَّهَادَةِ.
وَقَالَ جَابر المغربي الْعِمَامَة عز وجاه وَمن رأى أَن عمَامَته قد كَبرت أَو صَارَت خضراء فَإِنَّهَا تدل على زِيَادَة قدره وَعز وَولَايَة وَإِن رأى أَن عمَامَته قد صغرت أَو صَارَت وسخة فبخلافه وَإِن رأى أَن عمَامَته حَمْرَاء فَإِنَّهَا تدل على جوره لأحد وَإِن رَآهَا صفراء فَإِنَّهَا تدل على الْمضرَّة والخسارة إِلَّا إِذا كَانَ خَطِيبًا أَو قَاضِيا أَو أحدا مِمَّن يلفها فِي الْيَقَظَة.
وَمن رأى أَن عمَامَته من صوف فَإِنَّهُ يدل على انصافه وحرمته بَين النَّاس.
وَمن رأى أَنه يلف على رَأسه عِمَامَة طَوِيلَة فَإِنَّهَا تدل على سفر وَإِن رأى أَنه مَا لفها بِتَمَامِهَا فَإِنَّهَا تدل على رُجُوعه من سَفَره من غير بُلُوغ إِلَى مقْصده.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْعِمَامَة تؤول على سَبْعَة أوجه دين ورياسة وَعز وَولَايَة ومرتبة وَقُوَّة وَقَالَ الْكرْمَانِي الْعِمَامَة على الرَّأْس ولَايَة لمن كَانَ لائقا لذَلِك بِقدر مَا اعتم وَإِن كَانَت الْعِمَامَة من حَرِير كَانَ مَا أصَاب من تِلْكَ الْولَايَة من المَال حَرَامًا وَإِن كَانَت من قطن أَو كتَّان أَو صوف كَانَ مَا أصَاب فِيهَا من المَال حَلَالا وَإِن لم يكن من أهل الْولَايَة فَإِنَّهُ يكون مشرعا أَو إِمَامًا أَو يخْدم السُّلْطَان أَو يُصِيب جاها وشرفا وَإِن كَانَ عزبا تزوج وَإِن كَانَ عِنْده حَامِل أَتَت بِغُلَام يسود قومه.
وَمن رأى أَنه يلوي الْعِمَامَة على رَأسه فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا يكون لَهُ فِيهِ بهاء وَإِن لم يكن هُوَ من أهل السّفر وَلَا عزم عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يمشي فِي أَمر عني بِهِ ذَهَابًا ورجوعا.
وَمن رأى أَن عمَامَته اتَّصَلت بِالْأُخْرَى فَإِن كَانَ ملكا فَهِيَ زِيَادَة فِي ملكة وَتعْتَبر مَا زَاد من الْعِمَامَة إِن كَانَ بِقَدرِهَا مرّة فَتكون الزِّيَادَة على ذَلِك الْقدر وَتعْتَبر مَا هُوَ أَكثر من ذَلِك أَو دونه)
وَإِن كَانَ حَاكما فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي حكمه وَإِن كَانَ من ذَوي المناصب أصَاب بَسطه فِي شغله.
وَمن رأى على رَأسه عِمَامَة وَلَيْسَت تِلْكَ الْعِمَامَة مِمَّن يلبسهَا مثله كَمَا إِذا كَانَ فَقِيها وَرَأى على رَأسه عِمَامَة تركي أَو تركيا فَرَأى على رَأسه عِمَامَة فَقِيه فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود لكليهما.
وَمن رأى أَن على رَأسه عِمَامَة وضيعة فَإِنَّهَا من عمائم الْمَوْتَى وَإِذا رأى الرئيس ان على رَأسه عِمَامَة منسوبة لعوام النَّاس وَأَرَاذِلهمْ فَإِنَّهُ يؤول بالوضاعة وَلَيْسَ ذَلِك بمحمود وَإِن رأى الْعَاميّ ان على رَأسه عِمَامَة من عمائم أهل الْفضل فَهِيَ محمودة فِي حَقه وَزِيَادَة فِي شغله وابهة فِي علمه.
وَمن رأى على رَأسه عِمَامَة وَهِي معتمة فَإِنَّهُ يحجّ أَو يتغرب وَإِن كَانَ مَرِيضا مَاتَ لِأَن الْعِمَامَة المعتمة من هَيْئَة الْمَوْتَى.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ العمائم تيجان الْعَرَب ولبسها يدل على الرياسة وَقد روى ان أَبَا مُسلم رأى فِي مَنَامه كَأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عممه بعمامة حَمْرَاء وكورها على رَأسه اثْنَتَيْنِ وَعشْرين كورة فَذكر رُؤْيَاهُ لأحد من المعبرين فَقَالَ يَلِي الْأَمر اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة فَكَانَ ذَلِك.
وَمن رأى أَنه يلوي الْعِمَامَة على رَأسه لَيْلًا فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا فِي ذكر وبهاء والعمامة إِذا كَانَت من حَرِير فَلَيْسَتْ محمودة وَرُبمَا كَانَت مَالا من وَجه حرَام وَإِذا كَانَت من الْقطن كَانَ المَال حَلَالا من وَجه طيب وَإِذا كَانَت من صوف أَبيض دلّ على الصّلاح والديانة والخز يدل على الْغنى.
وَقيل من رأى أَنه يلبس عِمَامَة مَجْهُولَة لَا يعرف لَوْنهَا وَلَا هيأتها فَهِيَ على أوجه إِمَّا أَن تكون من عمائم الْمَوْتَى فليستعد لذَلِك أَو تكون امْرَأَة ينبهم عَلَيْهِ أمرهَا وَلَا يعرف مَا هِيَ عَلَيْهِ وَمَا ترتكبه من الْأُمُور وَهُوَ متحير فِي ذَلِك وَقيل نزع الْعِمَامَة إِذا صَارَت الرَّأْس مكشوفة يؤول على عشرَة أوجه طَلَاق وعزل ثمَّ ضعف حَال واقتلاع الْملك وَنقص فِي الأبهة ومغرم ومفارقة رَئِيس وتبديل أَمر هُوَ فِيهِ وَقطع طَرِيق عَلَيْهِ وَمَوْت امْرَأَته وَإِذا وضع عِمَامَة أُخْرَى عوضا عَن المنزوعة فَهُوَ تَبْدِيل ولَايَة أُخْرَى وَمَا ذكر لكل إِنْسَان مَا يُنَاسِبه وعودها على الرَّأْس عوض مَا حصل من ذَلِك مِمَّا ذكر على مَا كَانَ وَأما القلنسوة فعز وجاه وكل قلنسوة فِي الْعِزّ والجاه بِقدر قيمتهَا والقلنسوة الَّتِي بتركين إِن كَانَ فِي خدمَة ملك