3 - (فصل فِي رُؤْيا الْكسر)

وَهُوَ على أوجه.

قَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه قد انْكَسَرَ لَهُ شَيْء من الْأَشْيَاء فَإِنَّهُ حُصُول مضرَّة وخسارة بِمِقْدَار مَا يعز عَلَيْهِ ذَلِك الشَّيْء أَو قِيمَته وَإِن كَانَ هُوَ الْفَاعِل لغيره فالمضرة تحصل مِنْهُ وَالتَّعْبِير كَمَا تقدم.

وَمن رأى أَنه قد كسر عضوا من أَعْضَائِهِ فَإِنَّهُ يؤول على من ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الْعُضْو وَقد بَينا كل عُضْو وَمَا ينْسب إِلَيْهِ فِي فصل الْأَعْضَاء فِي الْبَاب التَّاسِع عشر.

وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه كسر شَيْئا من أَنْوَاع الملاهي فَإِنَّهُ إصْلَاح حَال والتجنب عَن الْمعاصِي والندامة من الْأَفْعَال الذميمة وكل شَيْء كَانَ صَالحا للدّين وَالدُّنْيَا فَكَسرهُ مَذْمُوم وكل شَيْء كَانَ بِخِلَافِهِ فَكَسرهُ مَحْمُود وَقيل كسر مَا يقوم بِهِ أبهة الْمُلُوك من الملاهي لَيْسَ بمحمود.

وَمن رأى أَنه كسر فرعا من شَجَرَة فَإِنَّهُ يُؤْذِي ولد ملك سَوَاء كَانَ بالْقَوْل أَو بِالْفِعْلِ وَقيل كسر فرع الشَّجَرَة موت ولد الْملك أَو أحد أقربائه الْأَعْيَان بِحَيْثُ يكون مِقْدَار ذَلِك على مِقْدَار الْفَرْع.

وَمن رأى أَنه يكسر حجرا فَإِنَّهُ يصدع قلب رجل مُنَافِق قاسي الْقلب لقَوْله تَعَالَى فَهِيَ كالحجارة أَو أَشد قسوة.

وَمن رأى أَنه يكسر سَيْفا فَإِنَّهُ يَعْلُو على انسان.

وَمن رأى أَنه يكسر خشبا فَإِنَّهُ يَعْلُو على أَقوام منافقين وَقيل كسر الْخَشَبَة نصر وظفر.

وَمن رأى أَنه يكسر حطباً فَإِنَّهُ يَعْلُو على أَقوام يَتَكَلَّمُونَ بالتميمة وَيكسر كَلَامهم.

وَمن رأى أَنه يكسر عظما لأحد مَعْرُوف فَإِنَّهُ نصْرَة فِي مَاله وَإِن كسر عظما مَجْهُولا فَإِنَّهُ ينْصَرف فِي مَاله.

وَمن رأى أَنه يكسر حديدا فَإِنَّهُ قُوَّة بَالِغَة وَحُصُول أبهة.

وَمن رأى أَنه يكسر صاريا فَإِنَّهُ تعطل أُمُور تَاجر صَاحب بضائع وَقيل غير ذَلِك مِمَّا يَأْتِي فِي فَصله وَمحله عِنْد ذكر المراكب وآلاتها فِي الْبَاب التَّاسِع وَالثَّلَاثِينَ.

وَمن رأى أَنه كسر شَيْئا من الْمَعَادِن فَإِن كَانَ نَوعه مِمَّا يحب فحصول هم وَإِن كَانَ نَوعه مِمَّا يذم فَلَا بَأْس بِهِ وَقيل كسر الذَّهَب زَوَال هم وَكسر الْجَوْهَر فَسَاد فِي العقيدة.

وَمن رأى أَنه كسر ماعونا أَو مَتَاعا فَإِنَّهُ مَنْسُوب إِلَى مَا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك مِمَّا سَيَأْتِي ذكره فِي)

فُصُول الْأَمْتِعَة والمواعين.

وَمن رأى أَنه كسر جامة أَو قمرية فَإِنَّهُ يُؤْذِي امْرَأَة وَأما كسر التخوت والأسرة فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة فِي حق أَرْبَابهَا.

وَأما كسر الْأَسْنَان فيؤول على كل مَا ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك السن كَمَا تقدم فِي فصل الْأَعْضَاء.

وَأما كسر السرج فنقصان فِي الأبهة وَقيل يؤول ذَلِك فِي الْمَرْأَة.

وَكسر قُرُون الدَّوَابّ يؤول كل صنف بِمَا ينْسب إِلَيْهِ.

وَكسر الرمْح والقوس على ثَلَاثَة أوجه يعبر بِالْوَلَدِ وَالْقُوَّة والمقدرة.

وَقبل رُؤْيا كسر آلَات الحروب لَيْسَ بمحمود.

3 - (فصل فِي رُؤْيا الخراب)

من رأى مَكَانا مَعْرُوفا صَار خرابا وَهُوَ لَا يجد بِهِ أحدا فَإِنَّهُ حُصُول هم وغم.

وَمن رأى مَكَانا مَعْرُوفا صَار خرابا وَأَهله لَا يَجدونَ مَكَانا يسكنون فِيهِ فَإِن ملكهم يجور عَلَيْهِم حَتَّى لَا يَجدونَ لَهُم مِنْهُ مخلصا.

وَمن رأى أَن جَامعا خرب حَتَّى لَا يبْقى من رسمه شَيْء فَإِنَّهُ يَزُول ملك ذَلِك الْمَكَان أَو قاضيه بِحَيْثُ ان الَّذِي يَأْتِي بعده لَا يفعل شَيْئا مِمَّا كَانَ يَفْعَله من تقدمه جملَة كَافِيَة.

وَمن رأى سوقا قد خرب وَلم يبْق فِيهِ متعيشون فَإِنَّهُ كساد أَهله وتشتت أُمُورهم وَرُبمَا دلّ على نازلة عَظِيمَة بهم.

وَمن رأى أَن دَاره خراب أصلا فَإِنَّهُ خراب جِسْمه إِمَّا لكبر أَو لعاهات تعتريه.

وَمن رأى أَن حَماما قد خرب ودرس فَإِنَّهُ موت امْرَأَة تنْسب لذَلِك وَرُبمَا كَانَت زَوجته أَو أعظم أقربائه.

وَمن رأى أَن دَار الْملك خراب دائر فَإِن الْملك يجور فِي حكمه حَتَّى لَا يَسْتَطِيع أحد يتَقرَّب إِلَيْهِ من ظلمه وَقد قيل فِي ذَلِك بَيت الظَّالِم خراب وَلَو بعد حِين.

وَمن رأى أَن مركبا خرب فَإِنَّهُ موت جَارِيَة وخراب الْكَنَائِس ضعف فِي الْكفْر وَقُوَّة فِي الْإِسْلَام وخراب الأَرْض ضعف فِي النسْوَة وَقلة أمانتهن وَرُبمَا دلّ على الْهم وَالْغَم والتعطيل عَن السّفر وَقَالَ بَعضهم أحب الْعِمَارَة فِي الْيَقَظَة والمنام وأكره الخراب الدائر.

وَهِي على أوجه من رأى أَنه يعمر شَيْئا فِي أحد الْمَسَاجِد الثَّلَاث فَإِنَّهُ يصنع مَعْرُوفا عِنْد الله)

مَقْبُولًا وَيدل على علو الْقدر وَحُصُول الجاه والتمكن فِي أُمُور الدُّنْيَا.

وَمن رأى أَنه يعمر عمَارَة لله مثل مَسْجِد أَو مَنَارَة أَو خانقاه أَو مَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ دَلِيل على صَلَاح دينه وثواب آخرته.

وَقيل من رأى شَيْئا من ذَلِك معمورا فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي الْإِسْلَام واستحكام فِي الدّين وَرُبمَا كَانَ صلاحا فِي حق ملك ذَلِك الْمَكَان.

وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْعِمَارَة على أَرْبَعَة أوجه صَلَاح أشغال تتَعَلَّق بالدنيا وَخير وَمَنْفَعَة وَحُصُول مُرَاد وسعة فِي الِاكْتِسَاب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015