فِي دينه ومعيشته بِقدر الاستمكان والاستطاعة من ذَلِك.
وَمن رأى أَنه أحدث بحصن شَيْئا ينقصهُ فَإِنَّهُ نقص فِي دينه.
وَمن رأى أَنه فِي حصن وَقد طلع عَلَيْهِ أعداؤه مِنْهُ فَإِنَّهُ لَا يَأْمَن من مُصِيبَة.
وَمن رأى أَن بالحصن ثلمة وَهُوَ يسدها فَإِنَّهُ يسْعَى فِي صَلَاح دينه وسداد مَا فرط مِنْهُ وَمن رأى أَنه ينقب حصنا فَإِنَّهُ يَخُوض فِي عرض أنَاس ذَوي دين ووجاهة فليتق الله.
وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَن نَفسه فِي قلعة وَهِي محسنة وجماعته عِنْده وزاده فَإِنَّهُ أَمَان من أعدائه وظفر بمطلوبه وَصَلَاح فِي دينه ونفاذ فِي أمره وعَلى كل حَال رُؤْيا الْإِنْسَان نَفسه فِي قلعة على أَي وَجه كَانَ فَإِنَّهُ مَحْمُود مَا لم يكن فِيهِ مَا هُوَ مَذْمُوم فِي علم التَّعْبِير.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْحصن هُوَ الْإِسْلَام فَمن رأى أَنه بنى حصنا فَإِنَّهُ أحصن فرجه من)
الْحَرَام وَنَفسه من الذل وَمَاله من الرِّيَاء.
قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه فِي برج لَا يَأْمَن مِمَّا يَطْلُبهُ وَإِن كَانَ مَرِيضا مَاتَ لقَوْله تَعَالَى أَيْنَمَا تَكُونُوا يدرككم الْمَوْت وَلَو كُنْتُم فِي بروج مشيدة.
وَمن رأى أَنه على حَائِط برج فَإِنَّهُ ظفر وبلوغ مقصد.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه يعمر برجا فَإِنَّهُ فعل مَحْمُود.
وَهُوَ على أوجه سُلْطَان وَملك يقوم مقَامه وحاكم وَشَرَائِع الْإِسْلَام.
وَإِن رأى أَنه انثلم مِنْهُ ثلمة فَإِنَّهُ يدل على موت الْوَالِي.
وَمن رأى أَنه عمر سورا جَدِيدا فَإِنَّهُ يَتَجَدَّد فِي ذَلِك الْمَكَان سُلْطَان جَدِيد وَيُقِيم فِيهِ.
وَمن رأى أَنه عمر بعض السُّور فَإِنَّهُ يدل على تجدّد وَال فِي ذَلِك الْمَكَان.
وَقَالَ الْكرْمَانِي السُّور وَمَا هُوَ قريب إِلَى سور الْمَدِينَة من الْجَانِب الْأَيْمن يدل على السُّلْطَان وَمن الْجَانِب الْأَيْسَر يدل على الْوَالِي وَمَا هُوَ بعيد عَن سور الْمَدِينَة فتأويله الْأَمْن وَطيب الْعَيْش.
وَمَا هُوَ خلف الْمَدِينَة فَإِنَّهُ امْرَأَة وكل شَيْء يتَعَلَّق بالسور من الْقَرِيب والبعيد والدون والجيد وَالزَّائِد والناقص فَإِن رُؤْيَاهُ من الْخَيْر وَالشَّر على هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورين وَأما الشراريف والمساقط فَلَهُمَا تَعْبِير بمفردهما.
فالشراريف رجال ذَلِك الْمَكَان.
والمساقط نسْوَة فمهما حدث فِي ذَلِك الْمَكَان من زين أَو شين فيؤول فِي ذَلِك.
من رأى أَنه دخل حصارا فَإِنَّهُ يَأْمَن من شَرّ الأعادي.
وَإِن رأى أَنه خرج من حِصَار فَإِن الأعادي تظفر بِهِ.
وَقَالَ جَابر المغربي إِن كَانَ فِي الْحصار ذخيرة زَائِدَة فَإِنَّهُ دَلِيل الْخَيْر وَالصَّلَاح فِي دينه وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فبضده.
وَقيل من رأى أَنه يحاصر قوما وَرمى عَلَيْهِم بأنواع آلَات الْقِتَال فَإِنَّهُ يُنَازع مَعَ قوم ويرميهم بالْكلَام فَإِن أصَاب مَا رمى بِهِ شَيْئا أثر كَلَامه وَإِن لم يصب لم يُؤثر وَكَذَلِكَ ان رأى أَنه يَرْمِي عَلَيْهِم من أَعلَى شَيْء مِمَّا ذكر.
وَقيل من رأى أَنه فِي حِصَار فَإِنَّهُ انحصار.
وَمن رأى أَنه خرج من الْحصار وَلم يجد من يشوش عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَحْمُود وَإِن وجد مَعَ ذَلِك فُرْجَة وراحة فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحمود.
وَمن رأى أَنه افْتقر إِلَى شَيْء من الْآلَات وَلم يجدهَا فَإِنَّهُ نقص فِي قدرته وَإِن وجدهَا فَإِنَّهُ تَمام أمره سَوَاء كَانَ محاصرا أَو محاصرا.
من رأى منجنيقا يرْمى بِهِ على قلعة أَو مَدِينَة منسوبة إِلَى الْإِسْلَام فَإِن الرَّائِي يحصل مِنْهُ كَلَام يكون فِيهِ نقص للاسلام وَرُبمَا كَانَ فِيهِ ضَرَر لأهل ذَلِك الْمَكَان فليتق الله وَإِن كَانَ يَرْمِي بِهِ على مَدِينَة الْكفَّار أَو قلعتهم فَإِنَّهُ دَلِيل على أَن الرَّامِي قَائِما فِي دين الله مبغضا لما سواهُ.
وَمن رأى أَن المنجنيق حصل بِهِ خلل فَإِنَّهُ غَلَبَة للرامي وظفر لأهل ذَلِك الْمَكَان وَأما حجر المنجنيق فَإِنَّهُ يؤول بِالْكَلِمَةِ الْعُظْمَى.
فَمن رأى أَنه أَصَابَهُ حجر من ذَلِك فَإِنَّهُ لَا خير