قال أبو عبيدة: هو النقيع بالنون، والبقيع شرقى المدينة، به قبة العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده الإمام الحسن بن على بن أبى طالب، ولد بالمدينة، عمره سبع وأربعون سنة وأشهر، والإمام على بن الحسين زين العابدين، ولد بالمدينة عمره سبع وستون سنة، والإمام محمد الباقر، ولد بالمدينة عمره أربع وأربعون سنة، والإمام جعفر الصادق، ولد بالمدينة عمره سبع وسبعون سنة، وبه قبر عبد الله بن العباس، وقبر صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيت الأحزان لفاطمة، وبه قبر فاطمة، وقيل: إن فاطمة دفنت فى القبة التى فيها الآن ولدها الحسن رضى الله عنها، وهى قبة العباس رضى الله عنه، وقيل: إنها دفنت فى البيت الذي ماتت فيه، والله أعلم، وبالبقيع قبور جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرناهن فيما تقدم، وبالبقيع قبر إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبر عبد الله أبى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى دار النابعة، وبالبقيع قبر عثمان بن عفان رضى الله عنه، وبه قبر مالك بن أنس إمام دار الهجرة، أعنى المدينة، وقيل: هو أحد الأبدال الأربعين رضى الله عنهم، وهو أحد أشياخ الإمام الشافعى رضى الله عنه، ولد سنة أربع وتسعين وقرأت على قبره مكتوبا ما هذه صورته: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ
إلى آخر الآية (سورة آل عمران: 185) هذا قبر مالك بن أنس بن عامر الأصحبى من بنى تميم ابن مرة من قريش، عاش خمسا وثمانين سنة، توفى سنة تسع وسبعين ومائة، ودفن بالبقيع.
وبه أبى بن كعب، وأسيد بن حضير، وأوس بن خولى، وقيل: أبو أمامة أول من دفن بالبقيع، وقيل: عثمان بن مظعون، وبه الأرقم، والبراء بن معرور، وجابر بن عبد الله الأنصارى، وجبير بن مطعم، وحكيم بن حزام عند بلاط الفاكهة، وحاطب بن أبى بلتعة، وزيد بن ثابت، وزيد بن خالد الجهنى، والمغيرة بن الأخنس بن شريق، وعروة بن الزبير، فى ضيعة قريبة من المدينة، وصهيب الرومى، والمقداد بن الأسود، ومحمد بن مسلمة، وأبو الهيثم بن التيهان، وعبد الرحمن بن الحارث، وعبد الرحمن بن عوف الزهرى، وسعد ابن أبى وقاص، وسعيد بن زيد من العشرة رضى الله عنهم، ومعاوية بن معاوية الليثى، وسلمة بن الأكوع، وعمير بن سعد، ومحمد بن المنكدر، وابن أم مكتوم، وعتاب بن أسيد، وقيل: