والأجل ميثاق النفس والهرب منه موافاته، أنا بالأمس صاحبكم وأنا اليوم عبرة لكم وفى غد مفارقكم، فإن ثبتت الوطأة فى هذه الدار إلى حين النقلة فذاك، وإن تدحض القدم عاجلا فإنما كنا كأطيار فى أفنان أغصان ومهب رياح، تحت ظل غمام اضمحل فى الجو ملتقاها وعفى فى الأرض محطها، فإنما كنت لكم جارا جاوركم جسدى أياما، وستعافون منى جثة ساكنة بعد حراك، صامتة بعد نطق، وسيعظكم هدوئى وخفوت أطوافى، فإنه واعظ للمعتبرين من الناطق الفصيح، ومن الوعظ المسموع، وداعيكم داعى أمرى، مرصد للتلاقى فى غد» ثم مات رضى الله عنه.

وبها مقام إدريس، عليه السلام، وبها مقام هانىء بن عروة، ومسلم بن عقيل قتلهما عبيد الله بن زياد، وبها عبد الله بن الحسن بن الحسن، وابن أخيه الحسين بن الحسن المثلث، وأربعة رجال أخر رضى الله عنهم.

وبالنخيل يزعمون قبر يونس بن متى عليه السلام، وقد ذكرناه فيما تقدم، والله أعلم.

وبالكوفة المغيرة بن شعبة، وسمرة بن جندب، وحباب بن الأرت، وأبو برزة، وهشام ابن عروة، وموسى بن طلحة، والأعمش المحدث، وصعصعة، وسعيد بن جبير، وشريك القاضى رضى الله عنه، وأبو موسى الأشعرى رضى الله عنه على نحو ميلين منها عند التوثة، وقيل: قبر أبى موسى بمكة، والله أعلم، وقد زرنا صعصعة بن صوحان شرقى قلعة مطار بالجعفرية، وسيأتى ذكره إن شاء الله تعالى.

وذكر لى شيخ بالكوفة سمعت عليه جزءا من الحديث، وهو الشيخ برهان الدين إبراهيم بن على بن محمد بن الحداد الحنفى الفقيه فى منزله بمحلة بنى مسيلة بالقرب من مصلى عبد الجبار أن بجبانة الكوفة نيفا وسبعين من الصحابة وجماعة من التابعين رضى الله عنهم، إلا أن قبورهم لا تعرف، مثل: الأسود بن يزيد بن قيس، ومسروق بن الأجدع، وعلقمة ابن قيس، وهمام بن الحارث النخعى، وشريح القاضى، والحارث بن سويد، والربيع بن خثيم، وعامر بن شراحيل الشعبى، وإبراهيم بن يزيد الأسود النخعى، وكدام بن ظهر، وأبى بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس، ومحمد بن صبيح، ومحمد بن أبى ذؤيب، وأبى النضر محمد بن السائب الكلبى النّسابة صاحب التفسير، ولبيد الشاعر، والأحنف بن قيس، والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015