الاسلوب (صفحة 166)

تذم الفتاة الرود شيعة بعلها ... إذا بات دون الأثر وهو ضجيعها1

حمية شغب جاهلي وعزة ... كليبة أعيا الرجال خضوعها2

تقتل من وتر أعز نفوسها ... عليها بأيد ما تكاد تطيعها3

إذا احتربت يومًا ففاضت دماؤها ... تذكرت القربى ففاضت دموعها

شواجر أرماح تقطع بينها ... شواجر أرحام ملوم قطوعها4

فمن أية ناحية نظرت إلى هذا النص وجدته مطابقًا لمعناه أحسن مطابقة: جزالة تلائم مواقف الحروب، وتقسيم، ومقابلات، لتصوير الصلات المتناقضة وصور تملك ما ملك النفوس من تعاطف مكبوت وغل ثقيل بغيض وعبارة موسيقية تردد بعناصرها اللفظية ما يتردد في النفوس من تيارات عاطفة متنافرة.

لذلك تجد أسلوب الشاعر هنا بطيئًا بعض الشيء يشبه اعتذار أبي تمام السابق وذلك لاضطراري البحتري إلى شيء من الصنعة والجزالة يحقق به حسن التصوير ودقة التعبير.

فذلك هو الأسلوب المثالي المطبوع، وهذا النص من أروع الشعر العربي جميعه.

2- ومع ذلك، ظهر منذ العصر الجاهلي جماعة من الشعراء5 عدلوا عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015