إلى الله وإلى الآخرة وإلى الزهد والاعتدال في الحياة وقمع الشهوات ويشعلون جمرة الإيمان، واستسلم العلماء ورجال الدين إلى تيار الغرب وتغيرات العصر فوضعوا أوزارهم للمدنية الغربية، وهجم عليه الأدب الشهواني والصحافة الماجنة، فحلت العقد ونفخت في الشهوات، واجتمع بعض ذلك إلى بعض، حتى أصبح هذا العالم منحلا منهارا متداعيا، يمسكه الإيمان، ولا تحفظه القوة المعنوية ولا تقف في طريق اندفاعه دعوة قوية.
في مثل هذه الفترات المظلمة والسحب المتراكمة كان الله يبعث الأنبياء والمرسلين في الزمن السابق، ولكن بعد نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، التي لم تكسف شمسها ولم يتوار نورها وأن دينه لا يزال حيا، وأن الكتاب الذي جاء به لا يزال محفوظا، وأن أمته التي أرسلت معه لتبليغ رسالته والقيام بدعوته لا تزال على وجه الأرض ولا تزال فيها الحياة والروح.
لقد أغنانا الله بفضل دينه المحفوظ وكتابه المتلو ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم الخالدة عن رسالة جديدة ورسول جديد.