والذين لبوا دعوة الإسلام في هذا الدور فهموه حق فهمه لأن الدعاة كانوا من النخبة الممتازة لأن معلمهم الذي لقنهم الإسلام وأخذوا منه دينهم هو رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وليس بخاف على أحد ما للمعلم من الآثار الطيبة أو السيئة على تلاميذه فلا غرو إذا أن يكونوا بذلك المستوى الممتاز في فهم الإسلام وتصوره وأن يكونوا بذلك المستوى الممتاز أيضا في أسلوب الدعوة والتبلبغ وعلو الهمة حتى يكون لدعوتهم ذلك التأثير وذلك القبول لدى الناس حتى صار النجاشي أخا لهم بدعوتهم يستغفرون له ويصلون عليه يوم وفاته.
وقد ثبت في الصحيحين عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه فخرج إلى المصلى، فكبر أربع تكبيرات فقال: استغفروا لأخيكم1 وذكر السهيلي: فكان موت النجاشي فى رجب سنة تسع من الهجرة2 فلما صلى عليه رفع غليه سريه بأرض الحبشة حتى رآه بالمدينة. وتكلم المنافقون فقالوا: يصلى على علج مات بأرض الحبشة. قاتلهم الله أنى يؤفكون، لم يصل رسول الله عليه الصلاة والسلام على علج3 قط وإنما صلى على من أكرمه الله بالإسلام حتى صار فردا من أفراد أتباعه عليه الصلاة والسلام.