الْكَبِيرُ} (?) . فالنوع الثالث أكرمه الله بتربية عالية تجعل حسناته ترجح سيئاته، وهو من النوع الذي يقضي حقوق الآخرين دون أن يقتضي حقوقه ممن هضمه إياها، فهو إنسان تضحية ونكران الذات، وهمه أن تكون أمته قائدة رائدة فلا يحاسبها على ساعة العمل، فهو يعطي أكثر مما يأخذ. ولا ضير أن يكون بجانبه الإنسان المقتصد الذي يقوم بواجباته قدر ما يأخذ من حقوقه (?) . ولكن النوع الظالم لنفسه هو المثبط والمتثبط فإن ارتفاع نسبته في الأمة يؤذن بالتأخر والتخلف وربما بالسقوط. يقول مالك بن نبي - رحمه الله - في كتبه وأحاديثه: " إن الرقي والتقدم لا يتحقق إلا في مجتمع يتوافر فيه فائض الواجبات " ويضرب مثلا بألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015