"العاشر": علم أصول الفقه؛ لأن به يعرف وجه الاستدلال على الأحكام، وطريقة استنباطها من النصوص.

"الحادي عشر": علم أسباب النزول، وعلم القصص والأخبار؛ لأن بمعرفة سبب النزول يعرف المعنى المراد من الآية، كما أنه يزيل الإشكال عن بعضها، ويبين بعض حكم الله في التشريع، وبعلم القصص يعلم ما هو من الإسرائيليات التي دست في الرواية الإسلامية، وما ليس منها وما هو حق، وما هو باطل.

"الثاني عشر": علم الناسخ والمنسوخ، وهو مهم للمفسر، وإلا وقع في خطأ كبير.

"الثالث عشر": علم الفقه؛ إذ به يعرف مذاهب الفقهاء، ومن احتج منهم بالآية ومن لم يحتج بها، وطريقة كل منهم في فهم الآية والأخذ بها، أو الإجابة عنها.

"الرابع عشر": علم الأحاديث والسنن والآثار المبينة؛ لتفصيل المجمل، وتوضيح المبهم، وتخصيص العام، وتقييد المطلق، إلى غير ذلك من وجوه بيان السنة للقرآن.

"الخامس عشر": علم الموهبة، وهو علم يورثه الله تعالى من عمل بما علم، وإليه الإشارة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم" 1، قال ابن أبي الدنيا: وعلوم القرآن، وما يستنبط منه بحر لا ساحل له.

فهذه العلوم التي هي كالآلة للمفسر لا يكون مفسرًا إلا بتحصيلها فمن فسر القرآن بدونها كان مفسرا بالرأي المنهى عنه، وإذا فسر مع حصولها لم يكن مفسرا بالرأي المنهي عنه، والصحابة والتابعون كان عندهم علوم العربية بالطبع لا بالاكتساب، واستفادوا العلوم الأخرى من النبي صلى الله عليه وسلم:

قال الإمام السيوطي: ولعلك تستشكل علم الموهبة، وتقول: هذا شيء ليس في قدرة الإنسان، وليس كما ظننت من الإشكال، والطريق إلى تحصيله: ارتكاب الأسباب الموجبة من العمل، والزهد.

قال الزركشي في البرهان: اعلم أنه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي، ولا يظهر له أسراره وفي قلبه بدعة، أو كبر، أو هوى، أو حب الدنيا، أو وهو مُصِرٌّ على ذنب، أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015