أهله من هجر، فهربت امرأته بعده ناشزة عَلَيْهِ، فعاذت برجل منهم، يقال لَهُ مطرف بْن نهصل، فجعلها خَلَف ظهره، فلما قدم الأعشى لم يجدها فِي بيته، وأخبر أَنَّهَا نشزت، وأنها عاذت بمطرف بْن نهصل، فأتاه، فقال له: يا بن عم، عندك امرأتي معاذة فادفعها إلي، فَقَالَ: ليست عندي، ولو كانت عندي لم أدفعها إليك، وَكَانَ مطرف أعز منه، فخرج حَتَّى أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعاذ بِهِ، وأنشأ يَقُول [1] :
يا سيد الناس [2] وديان العرب ... أشكو [3] إليك ذربة من الذرب
كالذئبة العسلاء في كل السرب [4] ... خرجت أبغيها الطعام فِي رجب
فخلفتني بنزاع وحرب [5] ... أخلفت العهد ولطت بالذنب
وهن شر غالب لمن غلب
فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هن شر غالب لمن غلب. وشكا إِلَيْهِ امرأته وما صنعت وأنها عِنْدَ رجل منهم يقال لَهُ مطرف بْن نهصل، فكتب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مطرف: انظر امرأة هَذَا معاذة، فادفعها إِلَيْهِ، فأتاه بكتاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقرئ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: يَا معاذة، هَذَا كتاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيك، وأنا دافعك إِلَيْهِ. فقالت: خذ لي العهد والميثاق وذمة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألا يعاقبني فيما صنعت، فأخذ لهما ذلك، ودفعها إليه، فأنشأ يقول: