فأرسلت إليه إني لأضنّ بك يا بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم عَنِ القتل- وَكَانَ عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر إذ قتل أبوه قد أرسل إِلَى عاتكة بنت زيد بْن عَمْرو بْن نفيل يقول: يرحمك اللَّه، أنت امرأة من بني عدي، ونحن قوم من بني أسد، وإن دخلت فِي أموالنا أفسدتها علينا، وأضررت بنا. فقالت: رأيك يَا أبا بكر، مَا كنت لتبعث إلي بشيء إلا قبلته، فبعث إليها بثمانين ألف درهم، فقبلتها، وصالحت عليها. [وتزوجها الحسن بْن علي فتوفى عنها، وَهُوَ آخر من ذكر من أزواجها] [1] ، والله أعلم.
اختلف فِي إسلامها، والأكثر يأبون ذلك. وقد جرى ذكرها مَعَ أروى بنت عبد المطلب فِي أول هَذَا الكتاب، ولم يختلف فِي إسلام صفية
أخت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، وأم المسور بْن مخرمة. هاجرت هي وأختها الشفاء، فهي من المهاجرات.
حَدِيثُهَا عِنْدَ ابْنِ عُقْبَةَ [3] ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَاتِكَةَ ابْنَةِ نُعَيْمٍ أُخْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ- أَنَّهَا جَاءَتْ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنَتَهَا تُوُفِّيَ زَوْجُهَا، فَحَدَّتْ عَلَيْهِ، فَرَمِدَتْ رَمَدًا شَدِيدًا، وَقَدْ خَشِيَتْ عَلَى بَصَرِهَا، أَتَكْتَحِلُ؟ فَقَالَ: لا، إِنَّمَا هِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ، وَقَدْ كَانَتِ الْمَرْأَةُ مِنْكُنَّ تُحِدُّ سَنَةً ثُمَّ تَخْرُجُ فَتَرْمِي بِالْبَعَرَةِ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ.