قَالَ: لَقِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ نَفَرًا مِنَ الأَنْصَارِ سِتَّةً فَآمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوهُ، فَأَرَادَ أَنْ يَذْهَبَ مَعَهُمْ فَقَالُوا: إِنَّ بَيْنَنَا حَرْبًا، وَإِنَّا نَخَافُ إِنْ جِئْتَنَا عَلَى هذه الحال ألّا يتهيأ الذين تُرِيدُ، فَوَاعَدُوهُ الْعَامَ الْمُقْبِلَ، وَقَالُوا:
نَذْهَبُ، لَعَلَّ اللَّهَ يُصْلِحُ تِلْكَ الْحَرْبَ، فَفَعَلُوا، فَأَصْلَحَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تِلْكَ الْحَرْبَ، وَذَلِكَ يَوْمَ بُعَاثٍ، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهَا لا تَصْلُحُ فَلَقُوهُ الْعَامَ الْمُقْبِلَ سَبْعُونَ رَجُلا قَدْ كَانُوا آمَنُوا بِهِ فَأَخَذَ مِنْهُمُ النُّقَبَاءَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلا.
وَأَخْبَرَنَا عبد الوارث بن سفيان، قال حدثنا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُوسَى بْنُ إسماعيل، قالا: حدثنا مهدي ابن مَيْمُونٍ قَالَ: سَمِعْتُ غَيْلانَ بْنَ جَرِيرٍ قَالَ: قلت لأنس بن مالك: يا أَبَا حَمْزَةَ أَرَأَيْتَ اسْمَ الأَنْصَارِ اسْمٌ سَمَّاكُمُ اللَّهُ بِهِ أَمْ أَنْتُمْ كُنْتُمْ تُسَمَّوْنَ بِهِ مِنْ قَبْلُ؟ قَالَ:
بَلِ اسْمٌ سَمَّانَا اللَّهُ بِهِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّمَا وَضَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَصْحَابَ رَسُولِهِ الْمَوْضِعَ الَّذِي وَضَعَهُمْ فِيهِ بِثَنَائِهِ عَلَيْهِمْ مِنَ الْعَدَالَةِ وَالدِّينِ وَالإِمَامَةِ لِتَقُومَ الْحُجَّةُ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ الْمِلَّةِ بِمَا أَدَّوْهُ [1] عَنْ نَبِيِّهِمْ مِنْ فريضة وسنة، فصلّى الله عليه وَسَلَّمَ وَرَضِيَ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ فَنِعْمَ الْعَوْنُ كَانُوا لَهُ عَلَى الدِّينِ فِي تَبْلِيغِهِمْ عَنْهُ إِلَى مَنْ بَعْدِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الله بن محمد بن أسد، قال: حدثنا عبد الله [بن مسرر، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُغِيثٍ، قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ] [2] بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْمَكِّيُّ عَنِ الحسن بن أنس بن مالك،