أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ، قَالَ: أَبْصَرَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبًا خَلِقًا، فَقَالَ: لَكَ مَالٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ:
أَنْعِمْ عَلَى نَفْسِكَ كَمَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْكَ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ رَجُلا مَرَّ بِي فَقَرَيْتُهُ، فَمَرَرْتُ بِهِ فَلَمْ يُقْرِنِي أَفَأُقْرِيهِ؟ قَالَ: نعم.
ثُمَّ الخارفي، وقيل اليامي. يكنى أَبَا ثور، يقال لَهُ الخارفي، وَهُوَ الوافد ذو المشعار. وفد على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وكتب له كتابا فِيهِ إقطاع، ذكر حديثه أهل الغريب وأهل الأخبار بطوله، لما فِيهِ من الغريب، ورواية أهل الحديث لَهُ مختصرة.
وقد رويناه عَنْ أَبِي إِسْحَاق السبيعي الهمداني قَالَ: قدم وفد همدان على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم مَالِك بْن نمط- أَبُو ثور، وَهُوَ ذو المشعار، ومالك بْن أيفع، وصمام بْن مَالِك السلماني، وعميرة بْن مَالِك الخارفي [1] ، فلقوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرجعه من تبوك، وعليهم مقطعات الحبرات والعمائم العدنية على الرواحل المهرية الأرحبية. ومالك بْن نمط يرتجز بين يدي رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ويقول [2] :
إليك جاوزن سواد الريف ... في هبوات الصيف والخريف
محطمات بحبال الليف
وذكروا لَهُ كلاما كثيرا حسنا فصيحا. فكتب لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابا أقطعهم فِيهِ مَا سألوه. فأمر عليهم مَالِك بْن نمط، واستعمله