في أبيات كثيرة من هذه، وله ولأبيه قبله ضروب من حكم الشعر.
ومن جيد شعره قصيدته التي يفتخر فيها على مراد أولها [1] :
أتعرف رسما بين دهمان [2] فالرقم ... إلى ذي مراهيط كما خط بالقلم
عفته رياح الصيف بعدي بمورها ... وأندية [3] الجوزاء بالوبل والديم
ديار التي بتت [4] حبالي وصرمت ... وكنت إذا مَا الحبل من خلة صرم
فزعت إِلَى أدماء [5] حرفٍ كأنما ... بأقرابها قار إذا جلدها استحم
ألا أبلغا هَذَا المعرض أَنَّهُ ... أيقظان قَالَ القول إذ قَالَ أو حلم
فإن تسألي الأقوام عني فإنني ... أنا ابْن أَبِي سلمى على رغم من رغم [6]
أنا ابْن الَّذِي قد عاش تسعين حجةً ... فلم يخز يوما فِي معد ولم يلم
وأكرمه الأكفاء من كلّ معشر ... كرام فإن كذّبتى فاسأل الأمم
أقول شبيهاتٍ بما قَالَ عالما ... بهن، ومن يشبه أباه فما ظلم
فأشبهته من بين من وطئ [7] الحصى ... ولم ينتزعني شبه خال ولا ابن عم
إذ شئت أعلكت الجموع إذا بدت ... نواجذ لحييه بأغلظ مَا عجم
أعيرتني عزا قديما وسادة ... كراما بنوا لي المجد فِي باذخ الشمم [8]
هم الأصل منى حيث كنت وإني ... من المزنيّين المضيفين للكرم [9]