* عن عروة بن الزبير؛ قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفر من أصحابه إلى بني النضير يستعينهم في عقل الكلابيين، وكانوا قد دسوا إلى قريش حين نزلوا بأحد لقتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فحضوهم على القتال ودلوهم على العورة، فلما كلمهم في عقل الكلابيين؛ قالوا: اجلس يا أبا القاسم! حتى تطعم وترجع بحاجتك التي جئت لها ونقوم فنتشاور ونصلح أمرنا فيما جئت له، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن معه من أصحابه إلى ظل جدار ينتظر أن يصلحوا أمرهم، فلما دخلوا ومعهم الشيطان لا يفارقهم ائتمروا بقتله، وقالوا: لا تجدونه أقرب منه الساعة، استريحوا منه؛ تأمنوا في دياركم، ويرفع عنكم البلاء، قال رجل منهم: إن شئتم رقيت على الجدار الذي هو تحته فدليت عليه حجراً فقتلته، فأوحى الله -عزّ وجلّ- إليه فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه يريد أن يقضي حاجة وترك أصحابه مكانهم وأعداء الله في نجيهم، فلما فرغوا وقضوا حاجتهم وأمرهم في محمد أتوا فجلسوا مع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينتظرونه، فأقبل رجل من المدينة بعد أن راث عليهم فسألوه عنه، فقال: لقيته عامداً المدينة قد دخل في أزقتها، فقالوا: عجل أبو القاسم أن نقيم أمرنا في حاجته التي جاء لها، ثم قام أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجعوا، ونزل القرآن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالذي أراد أعداء الله به فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ