عمر؛ فأتاه، وقد أنزل الله عليه: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)}.

وفي لفظ: قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: كنت آتي اليهود عند دراستهم التوراة؛ فأعجب من موافقة القرآن التوراة، وموافقة التوراة القرآن.

فقالوا: يا عمر! ما أحد أحب إلينا منك.

قلت: ولِمَ؟ قالوا: لأنك تأتينا وتغشانا.

قلت: إنما أجيء لأعجب من تصديق كتاب الله بعضه بعضاً، وموافقة التوراة القرآن وموافقة القرآن التوراة، فبينما أنا عندهم ذات يوم؛ إذ مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلف ظهري، فقالوا: إن هذا صاحبك؛ فقم إليه، فالتفت إليه؛ فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد دخل خوخة في المدينة، فأقبلت عليهم فقلت: أنشدكم بالله وما أنزل عليكم من كتاب؛ أتعلمون أنه رسول الله؟

فقال سيدهم: قد نشدكم الله؛ فأخبروه.

فقال سيدهم: إنا نعلم أنه رسول الله!

قال: فقلت: فأنت أهلكهم إن كنتم تعلمون أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم لم تتبعوه.

قالوا: إن لنا عدواً من الملائكة وسلماً من الملائكة.

فقلت: من عدوكم، ومن سلمكم؟

قالوا: عدونا جبريل، وهو ملك الفظاظة والغلظة والإصار والتشديد.

قلت: ومن سلمكم؟

قالوا: ميكائيل وهو ملك الرأفة واللين والتيسير.

قلت: فإني أشهدكم؛ ما يحل لجبريل أَن يعادي سلم ميكائيل، وما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015