(وَقد كَانَ مَوْلَانَا أَبوك مُصَرحًا ... بأنك فِي أَوْلَاده الْوَلَد الْبر)

(وَكنت حَقِيقا بالخلافة بعده ... على الْفَوْر لَكِن كل شَيْء لَهُ قدر)

(فأوحشت من دَار الْخلَافَة هَالة ... أَقَامَت زَمَانا لَا يلوح بهَا الْبَدْر)

(فَرد عَلَيْك الله حَقك إِذْ قضى ... بِأَن تَشْمَل النعمى وينسدل السّتْر)

(وقاد إِلَيْك الْملك رفقا بخلقه ... وَقد عدموا ركن الْإِمَامَة واضطروا)

(وزادك بالتمحيص عزا ورفعة ... وَأَجرا وَلَوْلَا السبك مَا عرف التبر)

(وَأَنت الَّذِي يدعى إِذا دهم الردى ... وَأَنت الَّذِي يُرْجَى إِذا أخلف الْقطر)

(وَأَنت إِذا جَار الزَّمَان مُحكم ... لَك النَّقْض والإبرام وَالنَّهْي وَالْأَمر)

(وَهَذَا ابْن نصر قد أَتَى وجناحه ... مهيض وَمن علياك يلْتَمس الْجَبْر)

(غَرِيب يرجي مِنْك مَا أَنْت أَهله ... فَإِن كنت تبغي الْفَخر قد جَاءَك الْفَخر)

(ففز يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ببيعة ... موثقة قد حل عروتها الْغدر)

(وَمثلك من يرْعَى الدخيل وَمن دَعَا ... بيا لمرين جَاءَهُ الْعِزّ والنصر)

(وَخذ يَا إِمَام الْحق ثاره ... فَفِي ضمن مَا تَأتي بِهِ الْعِزّ وَالْأَجْر)

(وَأَنت لَهَا يَا نَاصِر الْحق فلتقم ... بِحَق فَمَا زيد يُرْجَى وَلَا عَمْرو)

(فَإِن قيل مَال مَالك الدثر وافر ... وَإِن قيل جَيش عنْدك الْعَسْكَر المجر)

(يكف بك العادي ويحيا بك الْهدى ... وَيَبْنِي بك الْإِسْلَام مَا هدم الْكفْر)

(أعده إِلَى أوطانه عَنْك رَاضِيا ... وطوقه نعماك الَّتِي مَا لَهَا حصر)

(وعاجل قُلُوب النَّاس فِيهِ بجبرها ... فقد صدهم عَنهُ التغلب والقهر)

(وهم يرقبون الْفِعْل مِنْك وصفقة ... تحاولها يمناك مَا بعْدهَا خسر)

(مرامك سهل لَا يؤودك كلفة ... سوى عرض مَا إِن لَهُ فِي الْعلَا خطر)

(وَمَا الْعُمر إِلَّا زِينَة مستعارة ... ترد وَلَكِن الثَّنَاء هُوَ الْعُمر)

(وَمن بَاعَ مَا يفنى بباق مخلد ... فقد أنجح الْمَسْعَى وَقد ربح التَّجر)

(وَمن دون مَا تبغيه يَا ملك الْهدى ... جِيَاد المذاكي والمحجلة الغر)

(وراد وشقر واضحات شياتها ... فأجسامها تبر وأرجلها در)

(وشهب إِذا مَا ضمرت يَوْم غَارة ... مصممة غارت بهَا الأنجم الزهر)

(وَأسد رجال من مرين أعزة ... عمائمها بيض وآسالها سمر)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015