ليستعين بِهِ على الْقيام بشعائر الْإِسْلَام وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة قَالَ وَأمر بإثر ذَلِك بِأَن ينصب بِأَعْلَى الصومعة صاري من خشب وينشر فِيهِ علم فِي الْأَوْقَات الَّتِي يصلى فِيهَا وفنار فِيهِ سراج مزهر فِي أَوْقَات صَلَاة اللَّيْل ليستدل بذلك من بعد وَمن لم يسمع النداء وَفِي ذَلِك اعتناء بِأُمُور الْأَوْقَاف وَمَا يتَعَلَّق بهَا من وجوب الصَّلَوَات وَيَتَرَتَّب عَلَيْهَا من وُجُوه الْحُقُوق فِي الْعَادَات والعبادات وَمِمَّا قيل فِي ذَلِك
(نور بِهِ علم الْإِيمَان مُرْتَفع ... للمهتدين بِهِ للحق إرشاد)
(يأْتونَ من كل صوب نَحوه فَلهم ... لَدَيْهِ للرشد إصدار وإيراد)
وَقد لخص ابْن الْخَطِيب رَحمَه الله فِي رقم الْحلَل سيرة السُّلْطَان أبي عنان فَقَالَ
(وخلص الْأَمر لكف فَارس ... باني الزوايا الكثر والمدارس)
(الْأسد المفترس الْمَصْنُوع لَهُ ... من نَالَ من كل المساعي أمله)
(وَاحِد آحَاد الْمُلُوك العظما ... ومطلع النَّصْر إِذا مَا أقدما)
(ومخجل الْغَيْث إِذا الْغَيْث هما ... الْملك وَملك العلما)
(أوجب حق الشّعْر وَالْكِتَابَة ... فَأَمْلَتْ أعلامها جنابه)
(واستجلب الأماثل الكبارا ... النبهاء الْعلية الأخيارا)
(يجبرهم على حُضُور الدولة ... فهم بدور وشموس حوله)
(وَكَانَ جبارا على خُدَّامه ... ينالهم فِي القسر فِي أَحْكَامه)
(مذْهبه أَلا يقيل عثره ... حَتَّى لأرباب التقى والثرة)
(فطْرَة السَّيْف تناغي الدرة ... إِذْ غلبت على المزاج الْمرة)
(وَمَات فِيمَا قيل شَرّ ميتَة ... بغيلة لنَفسِهِ مفيته)
(لم يغن عَنهُ الْبَأْس والبسالة ... وأصبحت مهجته مسالة)
(وألقيت أزمة التَّدْبِير ... من بعده فِي رَاحَة الْوَزير)
وَمن أَعْيَان كِتَابه أَبُو الْقَاسِم بن رضوَان وَأَبُو الْقَاسِم الْبُرْجِي
وَمن أَعْيَان قُضَاته أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمقري وَهُوَ