لما توفّي الْمَنْصُور رَحمَه الله وَفرغ النَّاس من دَفنه اجْتمع أهل الْحل وَالْعقد من أَعْيَان فاس وكبرائها وَالْجُمْهُور من جَيش الْمَنْصُور على بيعَة وَلَده زَيْدَانَ وَقَالُوا إِن الْمَنْصُور اسْتَخْلَفَهُ فِي حَيَاته وَمَات فِي حجره وَكَانَ مِمَّن تصدى لذَلِك القاضيان قَاضِي الْجَمَاعَة بفاس أَبُو الْقَاسِم بن أبي النَّعيم وَالْقَاضِي أَبُو الْحسن عَليّ بن عمرَان السلاسي والأستاذ أَبُو عبد الله مُحَمَّد الشاوي وَالشَّيْخ النظار أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن قَاسم الْقصار وَغَيرهم ويحكى أَن القَاضِي ابْن أبي النَّعيم قَامَ فِي النَّاس خَطِيبًا وَقَالَ أما بعد السَّلَام عَلَيْكُم فَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما مَاتَ اجْتمع النَّاس على أبي بكر رَضِي الله عَنهُ وَنحن قد مَاتَ مَوْلَانَا أَحْمد وَهَذَا وَلَده مَوْلَانَا زَيْدَانَ أولى بِالْملكِ من إخْوَته فَبَايعهُ الْحَاضِرُونَ يَوْم الِاثْنَيْنِ السَّادِس عشر من ربيع الأول سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَألف قَالُوا وَكَانَ زَيْدَانَ لما توفّي وَالِده كتم مَوته وَبعث