وقد رُوي أن المحاصرين لعثمان -رضي الله عنه- كانوا يرمونه بالحجارة، فقال: لِمَ ترموني بالحجارة (?)؟ فقالوا: لم نرمك، ولكن الله رماك، قال: كذبتم، لو رماني الله أصابني، وأنتم ترمونني ولا تصيبونني (?)، وهو صادق في ذلك، فإن الله لما رمى قوم لوط، وأصحاب الفيل أصابهم، ولكنهم هم رموا عثمان.

والله -تعالى- قال (?): {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: 17]، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ حفنة من تراب و (?) غيّره، فرمى بها المشركين فأصابت عيونهم، وهزمهم الله بها، ولم يكن في قدرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك، بل الله -تعالى- أوصل ذلك إليهم، والرمي له طرفان: حذف (?) بالمرمي، ووصول إلى العدو ونكاية فيهم، والنبي - صلى الله عليه وسلم - فعل الأول، والله فعل الثاني، والمعنى: ما أوصلت الرمي إذ حذفته (?)، ولكن الله أوصله وهزمهم به، فالذي أثبته الله لنبيه غير الذي نفاه عنه، وقد أثبت له رمياً؛ بقوله: {إِذْ رَمَيْتَ}، ونفى عنه رمياً بقوله: {وَمَا رَمَيْتَ} فكان (?) هذا غير هذا؛ لئلا يتناقض الكلام (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015