المبحثُ الثامن والثلاثون
أحوال الموتى في قبورهم
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْشَةٌ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَلا عِنْدَ الْقَبْرِ»
وفي رواية عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْشَةٌ فِي قُبُورِهِمْ، وَلا مَنْشَرِهِمْ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَهُمْ يَنْفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رُءُوسِهِمْ، وَيَقُولُونَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ» أخرجه الطبراني (?)
أي أن من قال لا إله إلا الله بإخلاص، وعمل بموجبها من طاعة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - ومعصية للشيطان، فهؤلاء لا وحشة عليهم، أما مجرد التلفظ بها دون فهم معناها والعمل بموجبه فلا ينفعه ذلك. (?)
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: " الْأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ " أخرجه أبو يعلى (?)
وهذه الحياة البرزخية تختلف عن الحياة في الدنيا، ولا يعلم حقيقتها إلا الله تعالى، وليس من إشكال في القول بحياة الأنبياء والشهداء، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - تبلغه صلاتنا وسلامنا، وأن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء، فكل ذلك قد ثبت بالسنة الصحيحة، يجب التسليم به دون السؤال عن الكيفية فالله أعلم بها.