وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا دُعِىَ لِجَنَازَةٍ سَأَلَ عَنْهَا فَإِنْ أُثْنِىَ عَلَيْهَا خَيْرٌ قَامَ فَصَلَّى عَلَيْهَا وَإِنْ أُثْنِىَ عَلَيْهَا غَيْرُ ذَلِكَ قَالَ لأَهْلِهَا «شَأْنُكُمْ بِهَا». وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا. رواه أحمد (?)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: تَرْكُ الْمُصْطَفَى - صلى الله عليه وسلم - عَلَى مَنْ وَصَفْنَا نَعَتَهُ، كَانَ ذَلِكَ قَصْدَ التَّأْدِيبِ مِنْهُ لِأُمَّتِهِ، كَيْلاَ يَرْتَكِبُوا مِثْلَ ذَلِكَ الْفِعْلِ، لاَ أَنَّ الصَّلاَةَ غَيْرُ جَائِزَةٍ عَلَى مَنْ أَتَى مِثْلَ مَا أَتَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ - صلى الله عليه وسلم -.
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ». رواه أبو داود والترمذي وابن حبان (?)
وعَنِ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «لاَ تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا (?) إِلَى مَا قَدَّمُوا» أخرجه البخاري (?)
قَال الْعُلَمَاءُ يَحْرُمُ سَبُّ مَيِّتٍ مُسْلِمٍ لَمْ يَكُنْ مُعْلِنًا بِفِسْقِهِ لِقَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم -: لاَ تَسُبُّوا الأَْمْوَاتَ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا، وَأَمَّا الْكَافِرُ، وَالْمُسْلِمُ الْمُعْلِنُ بِفِسْقِهِ، فَفِيهِ خِلاَفٌ لِلسَّلَفِ لِتَعَارُضِ النُّصُوصِ فِيهِ.
قَال ابْنُ بَطَّالٍ: سَبُّ الأَْمْوَاتِ يَجْرِي مَجْرَى الْغِيبَةِ، فَإِنْ كَانَ أَغْلَبُ أَحْوَال الْمَرْءِ الْخَيْرَ وَقَدْ تَكُونُ مِنْهُ الْفَلْتَةُ فَالاِغْتِيَابُ لَهُ مَمْنُوعٌ، وَإِنْ كَانَ فَاسِقًا مُعْلِنًا فَلاَ غِيبَةَ لَهُ، وَكَذَلِكَ الْمَيِّتُ. (?)
ـــــــــــــــ