إن لكل نفس كتاباً مؤجلاً إلى أجل مرسوم، ولن تموت نفسٌ حتى تستوفيَ هذا الأجل المرسوم، فالخوف والهلع والحرص والتخلف، لا تطيلُ أجلاً، والشجاعةُ والثبات والإقدام والوفاء، لا تقصِّرُ عمراً، فلا كان الجبن، ولا نامت أعينُ الجبناء، والأجل المكتوب لا ينقص منه يوم ولا يزيد!

بذلك تستقر حقيقة الأجل في النفس، فتترك الاشتغال به، ولا تجعله في الحساب، وهي تفكر في الأداء والوفاء بالتكاليف والالتزامات الإيمانية، وبذلك تنطلق من عقال الشح والحرص، كما ترتفع على وهلة الخوف والفزع، وبذلك تستقيمُ على الطريق الذي رسمه الله لها بكل تكاليفه وبكل التزاماته، في صبر وطمأنينة، وتوكل على الله الذي يملك الآجال وحده.

والذي يعيش لهذه الأرض وحدها، ويريد ثوابُ الدنيا وحدها، إنما يحيا حياة الديدان والدواب والأنعام! ثم يموت في موعده المضروب بأجله المكتوب، والذي يتطلع إلى الأفق الآخر، إنما يحيا حياة الإنسان الذي كرمَّه الله تعالى، واستخلفه، وأفرده بهذا المكان، ثم يموت في موعده المضروب بأجله المكتوب.

أما طريقة عملي في هذا الكتاب فهي كما يلي:

1 - جمع الآيات والأحاديث المقبولة في هذا الباب، وقد نافت على الثلاثمائة

2 - تخريج هذه الأحاديث باختصار من مصادرها الرئيسة

3 - الحكم على هذه الأحاديث من حيث الصحة والضعف دون تشدد أو تساهل

4 - شرح الآيات القرآنية باختصار

5 - شرح الكلمات الغريبة من مظانها

6 - شرح ما يتعلق بدلالة الحديث من خلال كتب الشروح

7 - ذكر خلاصة رأي الفقهاء في عديد من المسائل

8 - ذكر أهم المصادر في آخر الكتاب

وقد قسمته إلى ثلاثة أبواب، وتحت كل باب مباحث عديدة:

الباب الأول- مفهوم الموت في القرآن الكريم, وفيه ستة عشر مبحثاً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015