بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمد ونستغفره، ونؤمن به ونتوكل عليه، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضللْ فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسوله، وصفيه وخليله، خيرُ نبيٍّ مرسل، وأكرم شافع مفضّل، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه البدور الكمَّل، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
« ... فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ .... » رواه مسلم مطولا (?)
يقول الله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} (30) سورة الزمر
ويقول تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} (185) سورة آل عمران.
إن الموت نهاية كل حيّ، ولا يتفرد بالبقاء إلا الله وحده، وفي الموت يستوي كلُّ البشر، بما فيهم الأنبياء والمرسلون، والموت ليس نهايةَ المطافِ، إنما هو حلقةٌ لها ما بعدها من حلقات النشأة المقدرة المدبَّرة، التي ليس شيء منها عبثاً ولا سدًى.
إنَّ القرآن الكريم يلمس حكمة الخوف من الموت في النفس البشرية لمسةً موحيةً تطرُدُ ذلك الخوف عن طريق الحقيقةِ الثابتةِ في شأن الموت وشأن الحياة، وما بعدَ الحياة والم0وت من حكمة وتدبيرٍ، ومن ابتلاءٍ للعباد وجزاء.
ومن ثم يقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} (145) سورة آل عمران