كما يمكن أن نمثل للاستضعاف الجزئي بحال المسلمين في أرض الحبشة، ويدل على هذا ما في الصحيحين عن أبي موسى -رضي اللَّه عنه- في قصة خروجه من اليمن ولحاقه بجعفر -رضي اللَّه عنه- بالحبشة ثم العودة إلى المدينة قال: (فوافقنا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حين افْتَتَحَ خيبر وكان أُنَاسٌ من الناس يقولون لنا -يعني لأهل السفينة-: سبقناكم بالهجرة، ودخلت أسماء بنت عُمَيْسِ (?) وهي ممن قَدِمَ معنا على حفصة زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- زَائِرَةً، وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر، فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها، فقال عمر حين رأى أسماء من هذه؟ قالت: أسماء بنت عُمَيْسٍ، قال عمر: الْحَبَشِيَّةُ هذه الْبَحْرِيَّةُ هذه (?)، قالت أسماء: نعم، قال: سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. فَغَضِبَتْ وقالت: كلا واللَّه، كنتم مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يُطعم جائعكم، ويَعِظُ جاهلكم، وكنا في دار أو في أرض الْبُعَدَاءِ الْبُغَضَاءِ (?) بالحبشة؛ وذلك في اللَّه وفي رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- وَايْمُ اللَّه لا أَطْعَمُ طعامًا ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015