وجاء مثل ذلك في سورة الكهف حين اهتم الرسول ببعض وجهاء مكة أملا في إسلامهم، وأعرض عن بعض أتباعه، فنزل قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [سورة الكهف: 28] .

وحدث نظير ذلك في مواقف عديدة ذكرها القرآن الكريم حين قالت قريش للرسول: أقبل على بعض أمرنا، ونحن نقبل على بعض أمرك، فنزل قوله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا، وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا، إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا} [سورة الإسراء: 73-74] .

ونظائر ذلك في القرآن كثير يتلوها المسلم ويتعبد بها كما يتبعد بتلاوة الأوامر والنواهي، فهل يكون ذلك اللوم وذلك العتاب من عند محمد؟.. أليس من الأولى لو كان القرآن من عند محمد كما زعموا أن يكون خاليا من مثل ذلك اللوم الموجه إلى شخصه، وهل يكون القرآن من عند محمد، ويكون مشتملا على مثل قوله تعالى: {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} إن القرآن نفسه قد احتوى على ألوهية مصدره كجزء ذاتي فيه وليس خارجا عنه من ذلك مثلا:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015