أناجيل النصارى؛ لنبين أن ما نزل على عيسى ابن مريم شيء وأن ما يدين به النصارى اليوم شيء آخر؛ فإن ما أنزل على عيسى عليه السلام هو الحق من ربه، وما يتعبد به النصارى اليوم لم ينزل به وحي ولم ينطق به نبي، وإنما هو من تحريف علمائهم، وإن الطقوس والشعائر التي يتعبدون بها الآن إنما هي من نراث الوثنيات السابقة على النصرانية المعاصرة لها، وقد نبه إلى ذلك مفكرون كبار أمثال الإمام ابن تيمية في كتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، وتلميذه ابن القيم في كتابه هداية الحيارى في الرد على النصارى.
كما ألف بعض المهتدين من النصارى مؤلفات مستقلة نذكر منهم في هذا المقام محمد بن طاهر البيروتي في كتابه العقائد الوثنية في الديانة النصرانية "الذي طبع أكثر من مرة"1.
وجاء الفصل السابع من هذا الكتاب كاملا في المقارنة بين النصوص التي تصور عقيدة الهنود في بوذا وكريشنا وعقيدة النصارى في عيسى عليه السلام، وأوضح ما يقول به النصارى في حق عيسى عليه السلام من أنه الله، أو ابن الله، أو ثالث ثلاثة، وأن عقيدة التعميد والعشاء الأخير وغيرها من عقائد النصارى مأخوذة من العقائد الوثنية السابقة على عقيدة النصارى، ولا بد أن نشير ههنا إلى جهود علمائنا السابقين أمثال ابن حزم في كتابه العظيم "الفصل في الملل والنحل" وابن تيمية في الجواب الصحيح. وما كتبه القرافى في