وكذلك يعتقد جميع المسلمين بعفاف مريم وطهارتها، وأنها صديقة اصطفاها الله تعالى كما قال ربنا: {يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 42] .
وكما قال تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} [التحريم: 12] .
هذا هو اعتقاد كل مسلم في حق عيسى في حق وأمه البتول الطاهرة. وفي حق الكتاب الذي أنزل عليه، ولا يصح إيمان المسلم إلا بذلك، وأن الكتاب الذي أنزل على عيسى جاء مبشرا برسول يأتي من بعده اسمه أحمد، وأن هذا النبي قد ذكرته التوراة باسمه صراحة وأن الإنجيل قد ذكره بوصفه في أكثر من موضع.
هذا أصول اعتقادية يؤمن بها كل مسلم ولا يفرق في ذلك بين أحد من أنبياء الله ورسله، ولا يقبل من المسلم إيمانه إلا بذلك.
ونحن كمسلمين يفرض علينا ديننا أن نعلن براءتنا مما افتراه اليهود في حق عيسى عليه السلام، ونعلن براءتنا مما افترته اليهود في حق أمه مريم وأن اتهام اليهود لمريم بهتان عظيم نبرأ إلى الله منه؛ لأن الله قد طهرها، واصطفاها على نساء العالمين، والإيمان بطهارتها وعفتها عقيدة إسلامية.
وبعد هذه الأصول الاعتقادية التي كان لا بد من بيانها. أرى ضروريا أن نضع أمام طلبة العلم الأصول الوثنية التي انحرفت إليها