على خصوصية الرسالة بهم دون سواهم، حيث وضح القرافي أن تخصيصهم؛ لكونهم أولى الناس بالدعوة لقرابتهم منه صلى الله عليه وسلم (?)، وذكر الرازي أن تخصيصهم بالإنذار في هذه الآية بالإضافة إلى قرابتهم منه صلى الله عليه وسلم جاء أيضاً لعظم شركهم كتكذيبهم بالحشر الذي تجاوز كفر أهل الكتاب المكذبين بنبوته صلى الله عليه وسلم (?) وختم القرافي رده على استدلال هذا النصراني بهذه الآيات وما شابهها على خصوصية رسالة المصطفى صلى عليه بالعرب بقوله: فهذه الألفاظ ألفاظ لغتنا ونحن أعلم بها، وإذا كان عليه السلام هو المتكلم بها ولم يفهم تخصيص الرسالة ولا إرادته، بل أنذر الروم والفرس وسائر الأمم، والعرب لم تفهم ذلك، وأعداؤه من أهل زمانه لم يدعوا ذلك ولا فهموه، ولو فهموه لأقاموا به الحجة عليه، ونحن أيضاً لم نفهم ذلك فما فهمه إلا هذا النصراني الذي ساء سمعاً فسار إجابة (?)، وخاطب القرطبي النصارى مبيناً أنه لا يسعهم أن يستدلوا ببعض ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ويتركوا البعض الآخر، فيجب عليهم أن يقبلوا ما جاء به إذا قبلوا بعضه، وذلك باستدلالهم بهذه الآيات وما شابهها على خصوصية الرسالة، وهو القائل صلى الله عليه وسلم أنه مرسل إلى الناس كافة وقد ظهر صدقه في قوله (?) وعّد ابن الجوزي هذه الدعوى من النصارى أنها من تلبيس إبليس عليهم وإلا فمتى أثبتوا لمحمد أصل صلى الله عليه وسلم أصل الرسالة والنبّوة، فإن النبيّ لا يكذب، وقد بين صلى الله عليه وسلم أنه بعث إلى الناس كافة، وكتب إلى قيصر وكسرى وسائر ملوك الأعاجم (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015