وليس في التوراة ما يستند عليه النصارى في اتخاذهم هذه الصور والتماثيل وعبادتها، بل إن فيها النهي الصريح عن ذلك ومنه ما جاء في سفر التثنية: لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً صورة مما في السماء من فوق، وما في الأرض من أسفل، وما في الماء من تحت الأرض لا تسجد لهن ولا تعبدهن لأني أنا الرب إلهك غيور (?) وقد كانت هذه الشعيرة لدى النصارى محدودة النطاق، ثم ما لبثت أن نمت تدريجياً وانتشرت انتشاراً واسعاً ثم أصبحت من ضمن الشعائر النصرانية وذلك عن طريق إقرارها في مجامعهم، خاصة في المجتمع النيقاوي الثاني نسبة إلى المدينة التي عقد فيها وهي - نيقية - عام 787م حيث أصدر قراراً أيد فيه تعظيم صور المسيح وأمه والقديسيين واتخاذها ليس فقط في الكنائس بل وفي البيوت (?)، ولا شك في خطورة اتخاذ الصور والتماثيل وتعظيمها على عقيدة التوحيد، إذ كانت السبب الأول لإنحراف البشرية من التوحيد إلى الشرك، ففي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: "وقالوا لا تذرُن ءالهتكم ولا تذرن وداً ولا سُواعاً ولا يغوُثَ ويعوق ونسرا" (نوح، آية: 23). قال أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسخ العلم عبدت (?) وقد كان من ضمن الشعائر الوثنية النصرانية التي ناقشها العلماء المسلمون في عصر الحروب الصليبية هذه الشعيرة، قال القرافي: وأكثر النصارى يسجد للتصاوير في الكنائس وهو من كفرهم القبيح، وأي فرق بين عبادة الأصنام والسجود للتصاوير (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015