ومن ضمن ما ناقشه العلماء المسلمون من تشريعات النصارى في فترة الحروب الصليبية إبطالهم سنة الختان، إذ بين القرطبي أن هذه السنة ثابتة بالتوراة، وإبطال النصارى لها لا أصل له ثم وضح أنهم بذلك تركوا ما حكم الله اتباعاً للهوى، ثم كذبوا على الله بتفسيرهم الختان المأمور به في التوراة بأنه إزالة غلوفه القلوب، وتسفيههم أحكام الله لقولههم إنه لا فائدة من الختان، ثم شرح القرطبي فوائد هذه السنة بكونها عبادة لله سبحانه، والنظافة المترتبة على القيام بها إذ وجود هذه الغلفة مدعاة لتراكم كثير من الأقذار إلى غيّر ذلك (?).
وبعد أن بين القرافي مشروعية الختان في اليهودية وعند النصارى وضح أثر بولس في إبطال هذه السنة (?)، وبعد أن ذكر الجعفري مشروعية الختان في التوراة وأن تاركه يقتل قال: فقد وضح كفر من خالفه من النصارى وغيرهم، وقد ترك الروم والفرنج وغيرهم الختان، ولم يزل النصارى يختنون بعد رفع المسيح إلى أن أتاهم رجل يدعى عندهم بولس بعد المسيح بمدة متطاولة فقال لهم: إن الختان ليس بشيء وإن العزلة ليس شيء (?).
7 - تعظيم النصارى للصور والتماثيل: من الشعائر الوثنية التي انتقلت إلى النصرانية عبادة الصور والتماثيل وتبجيلها حتى امتلأت كنائسهم وأديرتهم بتماثيل للمسيح ولأمه وللقديسين وغيرهم وقد وضح ابن تيمية أن اتخاذ الصور والتماثيل مما أحدثه النصارى، فلم يرد ذلك عن أحد من الأنبياء (?).