ومثال آخر هو قوله تعالى: "لقد صدق الله رسوله الرُّءيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله ءامنين محلقين رُءُوسَكم ومقصرين لا تخافون فعلم مالم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً" (الفتح، آية: 27) فصدق وعده فدخلوا مكة وتحقق الفتح القريب وهو فتح خيبر (?) ومن الأمثلة التي أوردها الخزرجي قوله تعالى: "وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودُّون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين (?) " فيظفر المسلمون بالنصر على قريش في بدر، وما كذب خبر القرآن، وبعد عدة أمثلة ذكرها الخزرجي على ذلك خاطب النصارى متعجباً من عدم تصديقهم بالقرآن، وبمن جاء به رغم إعجازه، وذلك بقوله: ومن أعجب الأشياء أنكم تؤمنون بنبوة مريم وحنة وهما امرأتان، بلا كتاب ومعجزة، ولا ذكرنا في صحف الأنبياء، وتكفرون بسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وله كتاب يعجز الإنس والجن (?) وأكد القرطبي في رده النصارى في كتابه الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام أن الأخبار عن المغيبات في القرآن فتقع كما أخبر به من وجوه إعجازه (?)، ثم عرض أمثلة كثيرة على ذلك (?).

وفي هذا السياق قال ابن الأنبارى: فإنه لما كان لا يجوز أن يقع ذلك على وجه الإنفاق دل على أنه من عند علام الغيوب (?)، ثم أورده أمثلة عديدة على ذلك (?).

- إعجاز القرآن بإخباره عن بعض الأمم السابقة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015